ولمعرفة صحة الحديث من جهة غير السند طرق ومدارك ( 1 ) اعلم أن ( ال ) في قوله ( الناس ) للعهد لا للاستغراق فلا يدخل فيه غير أهل العلم بالحديث فكم من حديث تلقاه الفقهاء أو غيرهم بالقبور وهو منكر مردود عند علماء الحديث مثل حديث معاذ أن النبي A قال له : بم تحكم ؟ قال : بكتاب الله قال : فإن لم تجد قال بسنة رسول الله A A . الحديث . فإنه منكر كما قال إمام الأئمة البخاري C تعالى وهو مخرج عندي في ( سلسلة الأحاديث الضعيفة )
ثم إنه لا يكفي القيد السابق وهو ( أهل الحديث ) بل لا بد أن يضم إليه قيد آخر ألا وهو اتفاقهم عليه كما يشير إليه ما نقله السيوطي في ( التدريب ) ( 1 / 67 ) عن الإسفرايني أنه قال :
( تعرف صحة الحديث إذا اشتهر عند أمة الحديث بغير نكير منهم )
( 2 ) قلت : مفهومه أنه لا بد أن يكون له إسناد ما ولكن لا يجز أن يكون ضعيفا جدا كما يشير إليه كلام أبي الحسن بن الحصار الآتي في الكتاب فالحديث الملتقى بالقبول لا يكون صحيحا إلا إذا كان له إسناد صالح للاعتبار به . فهو الذي يتقوى بالتلقي . فاحفظ هذا فإنه مهم جدا
[ 42 ] يدريها الفقيه المجتهد كما قرره ابن الحصار
पृष्ठ 42