قلت: «ما سمعت شيئا.» وكنت قد سمعت.
قال: «تسمع حسا.»
فدنوت من الشط، فلم أر شيئا، ثم عاودنا الحديث، فعاد الصوت بمثله، فقام من مجلسه مغتما إلى مجلسه بالمدينة.
قال: «فما مضى إلا ليلة أو ليلتان حتى قتل!» (3) يوم الوداع
قالوا: ودعا بابنيه، فضمهما إليه، وقبلهما وبكى، وقال: «أستودعكما الله عز وجل.» ودمعت عيناه فمسح دموعه بكمه.
ثم جاء راكبا إلى الشط، فإذا حراقة «هرثمة» فصعد إليها فأحسن هرثمة لقاءه.
وهنا بغتهم أصحاب «طاهر» في الزواريق، فنقبوا الحراقة فغرقت بهم بعد أن رموهم بالآجر والنشاب، وسقط «الأمين» إلى الماء فشق ثيابه؛ حتى خرج إلى الشط حيث قبض عليه. (4) ذلة العزيز
قال من رآه: لما ذهب من الليل ساعة رأيت الباب قد فتح، وأدخلوا الأمين - وهو عريان - وعليه سراويل وعمامة وعلى كتفه خرقة خلقة.
فتركوه معي، فاسترجعت وبكيت فيما بيني وبين نفسي فسألني عن اسمي فعرفته.
فقال: «ضمني إليك فإني لأجد وحشة شديدة.»
अज्ञात पृष्ठ