فقال له الجزل: «يا سعيد بن مجالد، ليس لي فيما صنعت رأي، أنا بريء من رأيك هذا، سمع الله ومن حضر من المسلمين.»
فقال سعيد: «هو رأيي، إن أصبت فالله وفقني له، وإن يكن غير صواب فأنتم منه برآء.»
وهكذا تأهب سعيد للحرب وأخرج الجند من الخنادق. ليعجل بقتل شبيب وأصحابه - فيما يزعم - وهو في الحقيقة إنما يتعجل الهلاك لنفسه والهزيمة لجيشه من حيث لا يعلم.
مثال على شجاعة شبيب
وكان شبيب قد أمر بإغلاق باب المدينة وأمر الدهقان بإحضار طعام لهم، وصعد الدهقان السور، فنظر إلى الجند مقبلين قد دنوا من الحصن، فنزل وقد تغير لونه، فقال له شبيب: «ما لي أراك متغير اللون؟!»
فقال له الدهقان: «قد جاءتك الجنود من كل ناحية.»
قال: «لا بأس، هل أدرك غداؤنا؟»
قال: «نعم.» قال: «فقربه.»
وأتي بالغداء فتغدى وتوضأ وصلى ركعتين، ثم دعا ببغل له فركبه، ثم اجتمعوا، وأمر بالباب ففتح ثم خرج على بغله.
مصرع سعيد بن مجالد
अज्ञात पृष्ठ