قالوا: ثم دعاه فقال له: «اخرج بهذا الكتاب إلى عمر بن سعد فليعرض على الحسين وأصحابه النزول على حكمي فإن فعلوا فليبعث بهم إلي سلما. وإن هم أبوا فليقاتلهم. فإن فعل فاسمع له وأطع، وإن هو أبى فقاتلهم فأنت أمير الناس، وثب عليه فاضرب عنقه وابعث إلي برأسه.» (5-2) كتاب ابن زياد
ثم كتب إلى عمر بن سعد:
أما بعد، فإني لم أبعثك إلى حسين لتكف عنه، ولا لتطاوله ولا لتمنيه السلامة والبقاء، ولا لتقعد له عندي شافعا.
انظر فإن نزل حسين وأصحابه على الحكم واستسلموا فابعث بهم إلي سلما، وإن أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم، فإنهم لذلك مستحقون. فإن قتل حسين فأوط الخيل صدره وظهره فإنه عاق مشاق قاطع ظلوم.
إلى أن قال: «فإن فعلت هذا به جزيناك جزاء السامع المطيع. وإن أبيت فاعتزل عملنا وجندنا، وخل بين شمر بن الجوشن وبين العسكر، فإنا قد أمرناه بأمرنا والسلام.» (5-3) قدوم شمر بن ذي الجوشن
ثم أقبل شمر بن ذي الجوشن بكتاب ابن زياد إلى عمر بن سعد فلما قرأه قال له: «ويلك يا شمر، لا قرب الله دارك، وقبح الله ما قدمت به علي! والله إني لأظنك أنت ثنيته أن يقبل ما كتبت به إليه. أفسدت علينا أمرا كنا رجونا أن يصلح. لا يستسلم والله حسين، إن نفسا أبية لبين جنبيه.» •••
قال له شمر: «أخبرني ما أنت صانع؟ أتمضي لأمر أميرك وتقتل عدوه ؟ وإلا فخل بيني وبين الجند والعسكر.»
قال: «لا، ولا كرامة لك، وأنا أتولى ذلك!»
قال: «فدونك، وكن أنت على الرجال!» (5-4) زحف الخيل
قالوا: ثم نادى عمر بن سعد: «يا خيل اركبي.»
अज्ञात पृष्ठ