وأعيدت إلى «دريفوس» رتبته العسكرية، ومنح وسام جوقة الشرف، وعوض عن الإساءات التي أسيء إليه بها، وكان ختام هذه القضية ختاما لاضطهاد اليهود في فرنسا.
إحصاء عدد اليهود
في مستهل القرن الحالي كان عدد اليهود 11 مليونا، وبعد ثلاثين عاما 16 مليونا، وأخيرا 20 مليونا. والعدد في كل هذه الإحصاءات تقريبي وبعيد عن الدقة. ولقد كان في روسيا قبل حرب 1914-1918م خمسة ملايين ونصف، وفي أمريكا ثلاثة ملايين، وفي ألمانيا مليون، وفي النمسا والمجر مليونان ونصف، وفي تركيا وفلسطين القديمة 600 ألف، وفي مصر 50 ألفا، وفي فلسطين وحدها 80 ألفا، وفي لندن 200 ألف. وفي البلاد البريطانية أقل من هذا. وفي فرنسا 200 ألف، ورومانيا 400 ألف، وبولندا أكثر من ذلك، وفي مراكش 150 ألفا، وفي إيطاليا 70 ألفا، وطرابلس 25 ألفا، والتركستان وأفغانستان 15 ألفا، والمكسيك 10 آلاف، وفي بلاد أخرى يتراوح العدد بين 50 و1000. هذا؛ وقد أنقصت المذابح النازية عدد اليهود كثيرا.
اليهود في أمريكا
بدأت إقامة اليهود في أمريكا في القرن السادس عشر، في البرازيل بعد الاحتلال الهولندي الذي استمتعوا في ظله بالحقوق المدنية كلها. أما في المكسيك وبيرو فقد كانوا ضحية الاضطهاد والتفتيش. وفي سيورينام كانوا يعاملون معاملة البريطانيين. وقد أقاموا في باربادوس وجامايكا ونيويورك منذ القرن السابع عشر. أما في حرب استقلال أمريكا، فقد كانوا بارزين مع الجانبين، منذ أن اكتسبوا الثروة والمكانة الاجتماعية تحت ظل الحكم البريطاني في أمريكا. وبعد أن تم الاعتراف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية، انتشروا في أنحاء أمريكا كلها مستمتعين بوسائل التحرير، وزاد عددهم على أثر تزايد هجرة يهود روسيا، وقد فازوا بالمناصب العامة الكبيرة. وكان من أسباب نهضة اليهود في أمريكا اجتماع ربابنتهم واتحاد كلمتهم في مؤتمر في سينسيناتي، وفي 1908م تم إنشاء جمعية «الجالية اليهودية في نيويورك»، وكان لهم أربعة أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي، و30 نائبا في مجلس النواب، وعين كثيرون في المناصب الديبلوماسية، وعين مستر أ. س. ستاروس وزيرا، وآخرون في مناصب التدريس في الجامعات وفي القضاء، وغزوا ميادين الفن والأدب والصناعة والتجارة. وكان جاكوب «شريف» اليهودي من أكبر المحسنين والأجواد اليهود. هذا وقد أنشئوا في أمريكا كليات جراتز ودرويسي. وقد بذلوا أقصى المعونة لإخوانهم اليهود الذين كانوا مضطهدين في روسيا وغيرها في البلاد الأوروبية.
تحرير اليهود في أوروبا
كان حضور اليهود في إنجلترا معاصرين للغزو النورماني، فقد طردوا من بيري سانت إدموندز في 1190م بعد مذابح تتويج ريتشارد الأول، وطلب إليهم أن يرتدوا
Badges
1218م، وفي نهاية القرن الثاني عشر أنشئ منصب «مدير خزينة اليهود»، فيما يتصل بالقضايا المتعلقة بتسليف النقود، وفيما ينظم استمرار تدفق نقود اليهود إلى الخزينة الملكية، وقد دعي ما أسمي «برلمان اليهود». في 1241 وفي 1275م صدرت لائحة لليهود نص فيها على الترخيص لليهود بملكية الأراضي، ولما كانت اللائحة حرمت على اليهود مزاولة الشئون المالية التي كانت الوحيدة المفتوحة أمامهم كان الترخيص المذكور صوريا لا نتيجة له، بل كان مقدمة لطردهم في 1290م، وبقي منهم قليلون، واستوطن الكثيرون أمريكا ونفعوا التجارة البريطانية.
وقد كان مؤتمر
अज्ञात पृष्ठ