الهند الأولية الهندوسية
كان حكم آزوكا يقوم على عنصرين: أولهما تقوية الحكومة المركزية ودعم الإمبراطورية وهو ما ورثه آزوكا نفسه عن سلفه. أما ثانيهما فهو التبشير بالدعوة البوذية التي كان مؤمنا بها، والتي واجهت رد الفعل بعد وفاته؛ إذ تغلبت عليها البرهمية، حين أسس پوشباميترا أسرة السونجا فقد كان يضطهد البوذية في غير هوادة، ومنذ عجزت پاتا ليبوترا عاصمة الإمبراطورية ومحور الحكومة المركزية عن النهوض بمهام الحكم في أجزاء الإمبراطورية واجهت الهند عهدا من الفوضى. صحيح أن پاتا ليبوترا قد لبثت حول ثلاثة قرون محتفظة بصبغتها كعاصمة، غير أنها كانت عاصمة منطقة غير كبيرة بل مساحة تنبسط أو تنقبض تبعا للظروف، وكان يحكمها في بداية الأمر أبناء الأسرة المورية ثم خلفهم السونجا، وقد انقسمت في خلال هذه المدة دويلات وإمارات ينازع بعضها بعضا على السيادة، ومن هذا أن الدرافيدية جهرت بأنها مستقلة والأندراس أنشأت مملكة امتدت من خليج البنغال إلى غربي جاتس وشمالي نهر الناربادا. «راجع الجزء الأول من تاريخ الهند - طبعة كامبردج».
كذلك أصبحت الهند هدفا للغزاة من النواحي التي يسهل الدخول منها كالناحية الشمالية الغربية. أما من ناحية الهميلايا وما وراءها - أي التبت والمحيط - فقد كانتا سدا أمام الغزاة إلى أن نشطت الملاحة الأوربية ونهض المغامرون والرحالة من حول رأس الرجاء الصالح.
الدرافيديا
كان للدرافيديا حضارة ولغة وثقافة لبثت إلى اليوم في جنوبي الهند، وكان لها أثر في الثقافة الآرية ذاتها، وقد ظهرت الملكية في أثناء قيام الإمبراطورية المورية، وكان يعاون الملك الدرافيدي خمسة جمعيات عظيمة أو مجالس هي: (1) الوزراء، و(2) القسيس، و(3) القواد، و(4) الأمناء «الوكلاء»، و(5) الجواسيس أو «الشرطة السرية». وكان أعلى الطبقات الاجتماعية في شعب التاميل هم الحكماء ثم الملاك، يتلوهم الرعاة وصيادو الحيوان والصناع والجنود. أما صيادو السمك والكناسون فكانوا آخر الطبقات.
وكان بعض ولايات دارفيدا منذ أمد بعيد من عهد آثروكا يتجر مع مصر واليونان في الزنجبيل والفلفل والقرفة والأحجار النفيسة والبهار وقشرة السلحفاء. كذلك زادت العلاقات بين أوربا والهند حين كانت الدولة الرومانية في أوج مجدها فتدفقت على الهند معادن الذهب والفضة والنقود النحاسية (راجع: الهند القديمة، تأليف رابوسون ص9 و29 و66، وتاريخ الهند، طبعة كامبردج، الجزء الأول، الفصل 24).
وقد أدى قيام العلاقات التجارية بين الدولة الرومانية وبين الهند إلى ظهور النقود الرومانية في الهند، منها قطعة ذهبية وجدت في جنوب الهند سكها الإمبراطور قلاديوس 41-54 ميلادية؛ تخليدا لغزو الرومان للبلاد البريطانية.
هذا ويقول «تاريخ بلني» في الفصل السادس: إن الأندراسيين أو التلوجوس الذين اكتسبوا استقلالهم بعد وفاة آزوكا قد بلغ عدد مدنهم المحصنة 14، وفرسانهم 2000، وفيلتهم 1000، ومشاتهم مائة ألف، وأن أرضهم قد امتدت في القرن الثاني ق.م إلى أوجايانا «أوجين» التي كانت ولا تزال إلى اليوم أحد الأماكن الهندوسية السبعة، ثم امتدت بعد زوال الأسرة السونجية إلى فيديسا.
كذلك بعد أن استقلت كالينجا زادت قوة، وأصبح للملك خارافيلا في عاصمة ملكه 350 ألف نسمة حول 150ق.م. وقد غزا شمال الهند المرة بعد المرة إلى أن هزم الملك الجالس في باتاليبوترا ذاتها.
وقد انتهى حكم السونجيين حول 72ق.م. ومما يذكر أنهم قبل أن يصبحوا ملوكا كانوا الملتزمين لإقطاعيات الأباطرة الموريين وأن السونجيين كانوا أداة في أيدي البرهميين.
अज्ञात पृष्ठ