في السؤال الذي تكرمتم بتوجيهه إلى السير روبرت فنسيتارت في 10 سبتمبر أعربتم عن رغبة حكومتكم بمناسبة النزاع الحاضر بين إيطاليا والحبشة في أن تعلموا إلى أي مدى يمكن أن تطمئن حكومتكم في المستقبل إلى مساعدة هذه البلاد في تنفيذ جميع العقوبات العاجلة والفعالة المنصوص عليها في المادة السادسة عشرة من عهد الجامعة فيما إذا نكث هذا العهد والتجئ إلى السلاح في أوروبا.
وأشرتم بوجه خاص إلى وقوع هذا الاعتداء على يد دولة هي عضو في الجامعة أو خارجة عنها.
فأتشرف الآن ردا على سؤالكم بأن أوجه أنظاركم إلى الكلمات التي فهت بها في خطبتي أمام اجتماع الجامعة يوم 11 سبتمبر الحالي.
فقد قلت يومئذ أن حكومة المملكة المتحدة «بريطانيا العظمى» لا تكون ثانية لدولة من الدول في عزمها على القيام على قدر استطاعتها بالواجبات التي يوجبها عهد الجامعة عليها، وأضفت إلى ذلك قولي أن الأفكار التي يتضمنها العهد - ولا سيما الأماني المعقودة على تأييد حكم القانون في الشئون الدولية - صادفت هوى شديدا في خلق الشعب البريطاني المطبوع على الاحتفاظ بالمبادئ؛ حتى صارت هذه المبادئ جزءا من الضمير الوطني.
وتذكرون كذلك أنني اغتنمت الفرصة في خطبتي لإنكار كل تقول فحواه أن الحكومة البريطانية مدفوعة بغير الإخلاص الثابت للجامعة وكل ما تمثله، ولفت النظر إلى الأدلة الأخيرة التي بدت على الرأي العام البريطاني، ودلت على عظم تأييد الأمة للحكومة في قبول تبعة الالتزامات التي تقيدت بها كعضو في الجامعة أتم قبول، حتى أعلنت مرارا أن هذه العضوية هي مفتاح سياستها الخارجية.
وأضفت إلى ذلك قولي أن الزعيم - تصريحا أو تلميحا - أن هذه السياسة خاصة بالنزاع الإيطالي الحبشي فيه من سوء التفاهم التام؛ إذ ليس هناك شيء أبعد عن الحقيقة منه.
وقلت إنني أرحب مخلصا بهذه الفرصة السانحة لأعيد القول وأنا أحتمل تبعته كاملة أن أهل هذه البلاد أظهروا تمسكهم بمبادئ الجامعة لا بظاهرة من ظواهرها، وكل رأي غير هذا فإنما هو انتقاص لصدق بريطانيا وإخلاصها.
وبناء على تلك العهود والواجبات الصريحة؛ قلت - وأشدد القول الآن - إن الجامعة ثابتة، وهذه البلاد ثابتة إلى جنبها في سبيل المحافظة الإجماعية على العهد بكامله، ولا سيما المقاومة الإجماعية لكل أعمال الاعتداء التي تقع بلا استفزاز.
وأوجه أنظاركم إلى هذه العبارة الأخيرة بنوع خاص، وأظن أنكم توافقونني إجمالا على أنه لم يبين عضو من أعضاء مجلس الجامعة هذه السياسة مقدما قبل حدوث حادثة معينة يحتمل أن تؤدي إلى النظر في تلك السياسة؛ لم يبين أحد هذه السياسة بجلاء وحزم يفوقان ما في هذه الكلمات منهما.
وتلاحظون أنني تكلمت حينئذ - كما أكتب الآن - عن جميع أعمال الاعتداء الذي لا استفزاز فيه، وكل كلمة في هذه العبارة يجب أن تكون لها قيمتها التامة.
अज्ञात पृष्ठ