45000
1750000
وتقول جريدة «الأوتوبري» الإيطالية أنه إذا قررت بريطانيا أن تغلق قناة السويس فلا ريب في أن حربا بين بريطانيا وإيطاليا تنشب على أثره؛ فليس إذن من قبيل الفكاهة أن نوازن بين قوى بريطانيا وإيطاليا في البحر المتوسط، وهو البحر الذي ينتظر أن يكون ميدانا للحرب بينهما. ويجدر بنا توصلا إلى هذه الموازنة أن نقسم البحر المتوسط إلى ثلاث مناطق، ففي المنطقة الغربية تفوق قوة إيطاليا قوة بريطانيا؛ لأن إيطاليا تستطيع أن تعتمد على قواعدها في سردينيا وصقلية وليجوريا، أما بريطانيا فلا قاعدة لها في هذه المنطقة إلا جبل طارق، وفي المنطقة المتوسطة إيطاليا متفوقة كذلك؛ لأن صقلية قريبة من ليبيا، حالة أن بريطانيا ليس لها إلا جزيرة مالطة، ولكن بريطانيا متفوقة في المنطقة الشرقية لأنها تستطيع أن تعتمد على قواعدها في مصر وفلسطين وقبرص حالة أن إيطاليا لا تستطيع أن تعتمد إلا على جزائر الدوديكانيز ورودوس، فإذا حاولت بريطانيا أن تغلق القنال فإيطاليا تستطيع بسهولة أن تغلق الطريق البحري بين صقلية وشمال أفريقيا وتبقى هي تستعمل بوغاز سيناء لمرور سفنها.
وللمستر همند اقتراح خاص بالمستعمرات الأفريقية وتوزيعها، وقاعدة هذا الاقتراح أن توضع جميع البلدان الأفريقية التي مقاليد حكمها في أيدي الأوروبيين تحت رعاية جامعة الأمم؛ فحكم هذه البلدان في رأي المثاليين من رجال السياسة يجب أن يكون وديعة في أيدي الشعوب التي تمرنت على الحكم ولها من ثقافتها ما يؤهلها لأن تحكم حكما آيته الاستئثار والعدل ومصلحة المحكومين. وتحقيق هذه الأغراض العليا لا يمكن أن يتم إلا بوضع مقاليد حكمها في أيدي جامعة الأمم.
هذا ما يقوله همند. ولسنا في حاجة إلى القول بأننا لا نوافق عليه ونرى الشعوب الشرقية جديرة بالاستقلال التام.
حادث ولوال ولجنة التحكيم
وقع على مقربة من الحدود في «ولوال» عدوان من قبائل حبشية على أراض تعدها إيطاليا تابعة لها، في ديسمبر سنة 1934، فاحتجت إيطاليا على الحبشة، وقالت الحبشة أن «ولوال» داخل حدودها، فلا اعتداء على أملاك إيطاليا، وأبى مندوب إيطاليا التسليم بأن «ولوال» في حدود الحبشة، وألفت لجنة تحكيم من مندوبي الحبشة وإيطاليا ولم تنجح في مهمتها.
فطلبت الحبشة تأليف لجنة التحكيم، وقررت عصبة الأمم تأليفها للفصل في حادث ولوال من اثنين عن إيطاليا، واثنين عن الحبشة والخامس مسيو بولينيس عن اليونان، ووضعت تقريرها وقدمته للعصبة في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر إلى مجلس العصبة في اجتماعه السنوي السادس عشر، وقررت اللجنة أن لا مسئولية على كل من الحبشة وإيطاليا.
جبل طارق
في رسالة واردة من جبل طارق نبأ وصول أسطول المياه الإنجليزية، وقد أحدث دهشة عظيمة في الدوائر السياسية؛ لأن هذه الدوائر كانت تظن أن هذا الأسطول سيذهب إلى شواطئ اسكتلندا لإجراء مناورات.
अज्ञात पृष्ठ