============================================================
المسائا المشكلة عليه نحو: أنت ظالم إن فعلت، وآتك إن جشتني.
وهذا إذا كان الفعل غير متحزم في اللفظ كان حسنا في الكلام وسائغا في حمل القرآن عليه، كما يحذف كل واحد من المبتدأ والخبر لذلك فما خذف منه الجزاء لدلالة الشرط عليه ما تقدم، ومما يحذف منه لدلالة الجزاء عليه إذا وقع بعد كلام غير واحب نحو: الأمر، والاستفهام، والنهي، وما أشبهه.
فأما امتناع (إذا) من أن يكون موضعه نصبا في الآية بقوله: (حديد)، على تقدير: إنكم لفي خلق حديد إذا مزقتم، فلأن (إذا) قبل (إن)، وما قبل (إن) لا يجوز أن يعمل فيه ما بعدها، فلا يجوز: طعامك إن زيدا آكل، فكذلك لا يجوز، أن ينتصب (إذا) برحديد)، لأن (إن) كلام الابتداء ونحوه مما ينقطع منه ما قبله. ولو قلت: إن زيدا طعامك آكل، لجاز، وكذلك إن أدخلت اللام فقلت: إن زيدا طعامك لآكل، لأن (طعامك) وإن وقع قبل اللام فالتقدير أن يكون أول الكلام.
ويعتبر هذا التقلم والتأخير بشيء واحد بأن تنظر إلى العامل، فحيث جاز وقوع العامل جاز وقوع المعمول، وحيث امتنع وقوع العامل امتنع وقوع المعمول.
ومثل قوله عز وحل: افإذا ثفخ في الصور فلا أنساب بينهم )[لومود: 101] ، لا يجوز أن يكون موضع (إذا) نصبا بللا أنساب)، لأن ما بعد (لا) لا يعمل فيما قبلها، كما أن ما بعد (إن) في الآية الأخرى(1) لا يجوز أن يعمل في (إذا)، فيصير موضعه نصبا به، فإذا لم يجز على هذين انتصب بفعل مضمر يدل عليه قوله. فلا أنساب بنهم، وجميع ما أجزنا أن يتصب (إذا) به في هذه الآية. وما امتنع في ذلك امتنع في هذا.
-49 قال الفراء في قول الله عز وحل: اوشجرة تخرج من طور سيناء) [المومون: 20] هو مردود(2) على قوله: افأنشأنا لكم به جنات من يخيل وآعنابل [المؤمنون: 19]، وشحرة، قال: ولو قلت: وشحرة فرفعت إذ لم يصحبها الفعل، كان صوابا، كمن (1) وهي قوله تعالى: وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل" الآية، سبأ: 7.
(2) المقصود بالمردود: المعطوف.
पृष्ठ 73