============================================================
المسائا المشكلة الفعل الملغى، كما تعلقه لام الابتداء فهذا حقيقة (إن) هذه المخففة، واللام الي تلحق معها عندي. وتأملت بعد قول أبي الحسن الأخفش فيهما من كتابه (الكبير)، (1) وأنا مثبته وذاكر الصواب عندي منه.
فقال أبو الحسن في كتاب (المسائل الكبير: هذا باب (إن) المخففة إذا كانت بعدها اللام عوضا، نحو قولك: إن زيد لمنطلق. اعلم أن دخولها ها هنا كدخول (لكن) ليس لها عمل. الا ترى: أها تدخل على الفعل نحو قولك: إن كان لصالحا، وإنما دخلت هذه اللام لئلا تلتبس بما تكون فيه (إن) إذا كانت في معنى (2) (ما)، لأنك لو قلت: إن كان لصالحا، التبس هذا. ولا تكون في هذا الكلام (إن) مفتوحة أبدا، إن وقعت على اسم أو فعل، لأن اللام لازمة لهذا (2)، فلا تكون إلا مكسورة.
ويدخل على من زعم أن ها هنا ضميرا أن يقول له: كيف تصنع باللام إذا أظهرت الضمير في اللفظ هل تقول: إنه عبد الله لمنطلق، وإنه كان عبذ الله لمنطلقا، فهو إذا قال: ذا، فقد جعل اللام في غير موضع خبر (إن)، فإن احتج بأن العرب قد تقول: إن عبد الله وجهه لحسن، فهذا شاذ لا يقاس عليه. انتهى كلام أبي الحسن.
إن قول أبي الحسن من أول الباب إلى قوله: ولا تكون في هذا الكلام (إن) مفتوحة أبدا، إن وقعت على اسم أو فعل، لأن اللام لازمة هذا، فلا تكون إلا مكسورة صحيح كما قال، وهكذا قلت فيه قبل أن أعرفه لأبي الحسن، كما قدمت ذكره.
فأما قول أبي الحسن في اللام: ولا تكون في هذا الكلام (إن) مفتوحة أبدا، إن وقعت على اسم أو فعل، لأن اللام لازمة لهذا فلا تكون إلا مكسورة.
فليست هذه اللام لام الابتداء التي إذا دخلت على خبر (إن) علق عنها الفعل للتقدير ها أول الكلام، لكن دخلت مع (إن) هذه، لتفصل بينها وبين النافية (1) يقصد هذا الكتاب: المسائل الكبير، وهو كتاب للأحفش.
(2) قال الأحفش في كتابة معاني القرآن: وتكون يعني (إن) حفيفة في معنى الثقيلة وهي مكسورقهولا تكون إلا وفي خبرها اللام. يقولون: إن زيد لمنطلق، ولا يقولون بغير لام، مخافة أن تلتبس بالتي معناها (ما). انظر: معاني القرآن للأخفش ص253.
(3) يقصد أن اللام لازمة هنا للفرق بين (إن) النافية، وبين (إن) المخففة.
पृष्ठ 56