============================================================
المسائا المشكلة وقد يكونان للخطاب معريين من الاسمية، كالكاف في قولك: ذلك، وهذاك، وأولئك، والنحاءك(1)، وأرأيتك زيدا ما فعل. والتاء في (أنت). ألا ترى: أن الكاف في (أرأيتك)(2) لا تكون اسما، لأنه لو كان اسما لوجب أن يكون المفعول الثاني في المعنى، والمخحاطب لا يكون الغائب، ولهذا بني الاسم المفرد المعرفة في النداع أعني: لوقوعه موقع ما الحرفية أغلب عليه، وهو حرف الخطاب. ولا موضع هذه الكاف في هذه الأماكن من الإعراب، ولا للتاء في (أنت)، لأهما ليسا باسمين، فيستحقا إعرابا كما لا تستحقها (ما) في قوله: فبما تقضهم ميناقهم) [النساء: 150].
وذكر سيبويه تاء (أنت) في مكان آخر وكاف (ذلك) ونحوه، فقال: ينبغي لمن زعم أن كاف (ذلك) اسم أن يقول: إن تاء (أنت) اسم. قال: وإنما تاء (أنت) كمنزلة الكاف.
فقلت لا تخلو التاء في (أنت) إذا كان اسما من أن يكون له موضع من الإعراب. فإن كان له موضع لم يخل من أن يكون منصوبا أو محرورا أو مرفوعا.
فلا يجوز أن يكون منصوبا، لأنه لا فعل ناصبا له، ولا يجوز أن ينتصب عن الاسم المضمر، لأنه معرفة، والمعارف لا تنتصب عن الأسماع وأيضا فليس الاسم الذي هو (أن(2) مما ينتصب عنه اسم، لأنه لا شبه للأفعال فيه ك(عشرين) وغيره من الأسماء المنونة، فلا يجوز أن يكون موضعه نصبا.
ولا يجوز أيضا أن يكون موضعه جرا، لأن المتصل به اسم مضمر، والمضمرات معارف لا تضاف، وهذا الاسم أشد المعارف كلها تخصيصا، وأقعدها في التعريف.
ولا يجوز أن يكون موضعها رفعا، لأن ما قبلها ليس بفعل فيرفعها، ولا شيء مشبه به، وليس بسائغ آن يرتفع بالاسم المضمر الذي قبلها، كما يرتفع خبر المبتدأ، (1) الكاف اللاحقة لاسم الإشارة مثل: ذلك وتلك وللضمير المنفصل مثل: إياك ولبعض أسماء الأفعال مثل: رويدك والنحاءك، ولأرأيت مثل: أرأيتك. فهي في كل هذه حرف خطاب لا محل لها من الإعراب.
(2) وقد ذكر اين هشام أن الفراء جعل التاء في (أرأيتك) حرف خطاب، والكاف فاعلا.
(3) أصل (أنا) عند البصريين: (أن)، والألف في آخرها أتي ها لبيان الحركة، وكذلك التاء في (أنت) أتي ها للخطاب. أما الكوفيون قالوا: إن التاء من نفس الكلمة وهي بكمالها اسم.
पृष्ठ 22