============================================================
المسانا المشكلة فكونه زائدا هنا أيضا حيد عندي، كان التي في قوله: اليس كمثله شيء .
وقال سيبويه: تقول: ما زيد كعمرو ولا شبيها به، فإن أردت أن تقول: (ولا منزلة من يشبهه) جررت، وذلك قولك: ما آنت كزيد ولا شبيه به، فانما أردت ولا كشبيه به.
وقال أبو الحسن: الفصل بين الجر والنصب في قولك: ما أنت كزيد ولا شبيها به، أنك إذا جررت الشبيه فقد آئبت شبيها. وإذا نصبت، فلم تثبت هاهنا شبيها بزيد.
وهذا الذي ذكره أبو الحسن الفصل بين المسألتين إذا قدرت الكاف للتشبيه غير زائدة، فإن قدرت الكاف زائدة لم تثبت شبيها بزيد، وكان قولك: ما أنت كزيد ولا شبيه به مثل قولك: ولا شبيها، فإنه تثبت الشبيه- إذا جررت- فيمن قدر الكاف ممثلة غير مزيدة.
فأما الكاف في (كأي)، و (كذا وكذا)، و (كأن)، فكلها تحتمع في أهن حعلن مع ما بعدهن مترلة كلمة واحدة، وفي أنه لا موضع هن من الإعراب مع ما بعدهن على حسب ما لأكثر العبارة من بجروراقها، نحو: مررت بزيد، وذهبت إلى عمرو، ألا ترى: أنك تقول: كأئ أتاني من رحل، فيكون كقولك: كم أتاني من رحل، في أن كأي موضعه رفع بالابتداع كما أن (كم) كذلك.
فإن قلت: ما تنكر أن يكون كقوهم: بحسبك زيد؟
فالدليل على أنه ليس مثله كقوهم: كأي من رحل أكرمت، فيكون في موضع نصب، وأنت لا تعرف قولهم: بحسبك ملازما له هذه الزيادة في موضع النصب، على أنه لو صرف ذلك كان الحمل على القليل غير سائغ، قال الفرزدق: وكائن إليكم قاد من رأس فتنة جنودا وأمثال الجبال كتائبه(1) وقال جرير: وكائن بالأباطح من صديق يراي لؤ أصبت هو المصابا(2) ف (كائن) في هذه المواضع في موضع رفع بالابتدء.
(1) البيت للفرزدق انظر ديوان الفرزدق 88/1.
(2) البيت لجرير .انظر ديوان جرير ص17.
पृष्ठ 157