155

============================================================

المسائا المشكلسة مقامه، ونظير هذا من التنزيل قوله تعالى: (ومن آياته يريكم البرق) [الروم: 24]، تقديره - والله أعلم-: ومن آياته أنه يريكم فيها البرق، فنصب الظرف على الاتساع نصب المفعول به، كأنه يريكموها البرق، يعني: يريكموها فيها، مثل قوله: ويوم شهدناه سليما وعاهرا ثم حذفت الهاء التي كانت تعود من الصفة إلى الموصوف، كقوله: فما أدري أغرهم تناء وطول العهد أم مال أصابوا(2) ونظير ذلك قوله: وما الدهر إلا تارتان فمنهما أموت، وأخرى أبتغي العيش اكدح آي: منهما تارة أموت فيها، وأخرى أبتغي فيها العيش.

ومن هذا الباب أيضا على قول أبي الحسن قوله تعالى: أو جاءوكم حصرت صذورهم [الساء: 90]، أي : حاؤ كم قوما حصرت صدورهم: وقرأت على أبي بكر عن أبي العباس عن أبي عثمان : ما لك عندي غير سهم وحجر وغير كبداء شديدة الوتر جادت بكفئ كان من أرمى البشر(2) فكذلك قوله: ولن ينهى ذوى شطط يحتمل أن يكون على هذا الذي وصفا من حذف الموصوف، ولكن يدل على كونه اسما في الشعر قول القائل: فصيروا مثل كعصف ماكول(4) لأن الاسم لا يضاف إلى الحرف، وكذلك: وصاليات ككما يؤنفين(5) تدل الكاف الأولى على أن الثانية اسم، إذ لا يدخل حرف خفض على مثله (1) البيت من شواهد سيبويه، نسبه إلى رجل من بني عامر، وتمامه: قليل سوى الطعن النهال نوافله.

(2) البيت من شواهد سيبويه، ونسبه إلى الحارث بن كلدة.

(3) هذا الرجز لا يعرف قائله.

(4) الرجز لرؤية بن العجاج (5) الرجز لخطام المحاشعي:

पृष्ठ 155