============================================================
المسانا المشكلة الاستفهام، فكذلك ما تنكر أن ثعلق (دعي)؟
قيل: إنما جاز التعليق في هذه الأفعال، لمشاهتها الأفعال الني تلغى؛ وذلك أن (رأيت) الني من رؤية العين توافق (رأيت) التي بمعنى (علمت) في المعنى، لأن كل حسوس معلوم، وإن لم يكن كل معلوم محسوسا، فرؤية العين: ضرب من العلم، فلذلك أجري محرى اليي كلاعلمت) في الإلغاء، وذلك غير كثير، ولم نعلم أن ذلك جاء في (علمت) الذي بمعنى (عرفت)، ولا في (عرفت).
ولا يجوز أن يكون (ما) لغوا، و(ذا) منزلة (الذي)، لأهم أجروها محرى (الذي) مع (ما). ألا تراهم لا يقولون: رأيت ذا قام، ثريد: الذي قام، وإنما يكون مع (ما) عنزلة (الذي)، وذلك مما لا ينكر في كلامهم، لأنهم قد يلزمون الشيء حكما لا يكون له مع غيره، مثل: لذن غدوة، ولعمر الله، ونحو ذلك.
ولا يجوز أن يكون (ذا) لغوا، و(ما) بمنزلة (الذي)؛ لأن (ذا) اسم ولم يجئ شيء من الأسماء لغوا إلا (هو) للفصل، ولما ذكره سيبويه في قوله: عماذا تسأل، فأما كون اسمين اسما واحدا فكثير في كلامهم. فإذا لم يجز أن تكون (ما) منزلة (الذي)، و(ذا) عنزلة (الذي)، لما ذكرناه قبل، ولأنهم جعلوا (ذا) منزلة (الذي) لم يجعلوا (ما) معه منزلته، ولم يجز أن تكون (ما) استفهاما، و(ذا) منزلة (الذي) لما قلناه، ولا غير ذلك من الأقسام، ثبت أفما جميعا منزلة اسم واحد في الخبر كما كانا في الاستخبار كذلك ألا ترى: أن (ما) و(من) استعملا في الإخبار أيضا بلا صلة، كما استعملا في الاستخبار كذلك في لحو: ربما تكره النفوس من الأمر له فرجة كحل العقال ونخو قوله: كمن بواديه بعد امحل مطور فكذلك (ماذا) لما استعملا في الاستخبار استعمال (ما)، وأجري بحراه حتى كان قوله تعالى: ماذا أثزل ربكم قالوا خيرا) [النحل: 30] بمنزلة: ما أنزل ربكم، كذلك استعمل في الإخبار غير موصول، فصار: دعي ماذا علمت، منزلة: دعي شيئا علمت. فموضع (ماذا) نصب بلدعي). وإذا لم يجز أن يكون (ذا) موصولة منزلة (الذي) حلما قدمنا- ولا ما ثبت أن قوله: علمت، صفة ل(ماذا)
पृष्ठ 146