أمره، وقال تعالى ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا﴾ ١ الآية، وقال: ﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ﴾ ٢ وقال: ﴿وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾ ٣. ففي هذه النصوص وغيرها يخبر بإنعامه عليه؛ وبه يتبين عظم نعم الله عليه، وعظم قدرة الله سبحانه.
(٦٤) الأذكار والدعوات من أفضل العبادات،
والعبادات مبناها على الاتباع وليس لأحد أن يسن منها غير المسنون، ويجعله عادة راتبة، يواظب الناس عليها، بل هذا ابتداع دين لم يأذن به الله. بخلاف ما يدعو به المرء أحيانا من غير أن يجعله سنة.
(٦٥) كل اسم مجهول ليس لأحد أن يرقأ به، فضلا عن أن يدعو به،
ولو عرف معناه كره الدعاء بغير العربية، وإنما يرخص فيه لمن لا يحسن العربية، فأما جعل الألفاظ العجمية شعارا فليس من دين الإسلام.
(٦٦) من اعتدى على شريف أو غيره عوقب بالقصاص
والتعزيز، أو حد القذف ويعاقب المعتدي أيضا وإن كان شريفا. فما يشرع فيه القصاص لا فرق فيه بين الشريف وغيره، لقوله ﷺ "المسلمون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم " ٤.
(٦٧) ما ذكر من حياة الشهداء ورزقهم
قيل إنه مختص بهم، والصحيح الذي عليه الأئمة أنه ليس مختصا كما دلت عليه النصوص وخص الشهيد
_________
١ سورة الشورى آية: ٥٢.
٢ سورة النساء آية: ١١٣.
٣ سورة يوسف آية: ٣.
٤ النسائي: القسامة (٤٧٤٥،٤٧٤٦)، وأبو داود: الديات (٤٥٣٠)، وأحمد (١/١١٩) .
1 / 46