واما فيما يتعلق بمسائل العبادات فان مذهب الزيدية هذا يشترك مع بقية الشيعة في مميزات معينة انفردوا بها بوصفهم فرقة من فرق . من ذلك قولهم في الاذان : حي على خير العمل ، والتكبير خمس مرات في صلوة الجنازة ، رفض المسح على
الخفين ، ورفض الصلوة خلف الفاجر ، وعدم اكل ذبايح غير المسلمين ، وهم فيما يتعلق باحكام الزواج يحرمون الزواج من غيرهم ، ولا يجوزون على كل حال زواج المتعة .
وهنا نجد افرادا من الزيدية يوافقون افرادا من اهل السنة في مخالفة افراد آخرين من الزيدية ومن اهل السنة بحيث اصبح مذهب الزيدية في الفقه بمثابة مذهب خامس إلى جانب المذاهب الاربعة . وقد صور لنا أبو الحسن عبد الله بن مفتاق الزيدي
ذلك تصويرا واضحا ملموسا بان جعل اسم كتابه ( المنتزع المختار من الغيث المدرار ) ( 1 ) . ولابد بطبيعة الحال ان تكون الاراء قد اتحدت في الدولة الزيدية الحالية اتحادا كبيرا .
ابو الجارود ، مؤسس مذهب الجارودية : قد سبق أن الجارودية فرقة من الزيدية ، منسوبة إلى مؤسسه أبي الجارود ، ونقلنا من نشوان الحميري : أن الزيدية الموجودين هم الذين ينتسبون إلى الجارودية ، ولم يبق ساير فرق الزيدية .
وستري ان ابا الجارود غير معتمد بل مطعون عند اهل السنة والشيعة .
مع أن كثيرا من المسائل الاعتقادية مستنده إلى اقوال النبي واصحابه بالاسناد ، وكذلك فقه الزيدية ، حيثما كان اكثر مسائله ماخوذة من فقه الاحناف ، وفقههم مستندة في الاكثر إلى الاحاديث الواردة عن النبي ( ص ) بالرواية .
فإذا لم يكن امام المذهب ثقة عند الفريقين فكيف يمكن الاستناد إلى قوله وروايته في
-----
( 1 ) الجزء الاول ، طبعة القاهرة 1328 ه . ( * ) - ص 16 -
पृष्ठ 15