قال أحمد بن يحيى عليهما السلام: هذا كثير في كلام العرب موجود في لغاتهم، يقول القائل منهم: آخرج فلان ابنه من ميراثه والرجل حي لم يمت ولم يورث بعد، ولم يكن قد دخل فيه كالدخول الذي يعرف، ونحو قول العرب: اللهم أدخلنا الجنة وآخرجنا من النار، وهم لم يدخلوها قط. وقوله: { ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق } . يعني: ثم صاروا إلى الله. وكقولهم: { ثم نرد إلى أرذل العمر } . وهو لم يكن فيه قط، حتى بلغ وقته من الكبر والمشيخ.
قال الشاعر:
حتى نعود بسواد القار كاللبن ... ولم يكن القار البيض قط
فقال: عاده لجوازه في اللغة.
38- وسألت عن قوله عز وجل: { فاليوم ننساهم } . فقلت: ما معنى
ننساهم والله تبارك وتعالى لا يجوز عليه النسيان؟
قال أحمد بن يحيى صلوات الله عليهما: هذا يعني به الترك متعمدا، وذلك كقوله عز وجل: { نسوا الله فنسيهم } . إنما هو تركوا أمر الله فتركهم، فلو كان ذلك منهم نسيانا على الحقيقة ما أخذهم بالنسيان.
39- وسألت عن قوله تبارك وتعالى: { يبين الله لكم أن تضلوا } .
فقلت: ما معنى هذا القول؟
قال أحمد بن يحيى عليهما السلام: معناه لا تضلوا وهذا كثي في كلام العرب.
قال عمر بن كلثوم:
فنزلتم منزل الأضياف منا ... فعجلنا القراء أن تشتمونا
يريد أن لا تشتمونا.
وقال راعي الإبل النميري:
أزمان قومي والجماعة كالذي ... لزم الرحالة أن تميل مميلا يريد أن لا تميل.
पृष्ठ 19