وأذما الظلال كن نعالا ... واجتلبن الحميم أي اجتلاب
فقال: وأذاما الظلال ولم يذكر بعده خبرا يدل على ما أراد بالظلال، فأضمره وقطعه، وإنما المعنى فيه أنه قال: وأذاما الظلال قلص ولصق كان للإبل في حرارة تلك الشمس بغالا لهم واستغنوا عن البغال، فافهم هذا الباب، ومن ذلك قول امرئ القيس بن حجر:
لعمرك لو شي أتانا رسوله ... سواك ولكن لم يجد لك مدفعا
وكان يجب أن يكون لو أتانا رسوله لكان منا كذا وكذا، فأضمره وأجزاه ذلك، وعرفت العرب ما أرد من الإضمار.
34- وسألت عن قول الله عز وجل: { قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول
العابدين } ؟
قال أحمد بن يحيى عليه السلام: قد قيل في هذه الآية بوجوه من الكلام منها: أنهم قالوا أنا أول العابدين لله على الإضمار وغير ذلك من القول.
وأما أنا فأقول: أن العرب تقول أن العابد هو المنكر الآنف.
قال الفرزدق يهجو جريرا:
أولئك أكفائي فجئني بمثلهم ... وابعد أن يهجا كليب بدارم يريد أي: أنكر وآنف أن تهجى بنو كلب ببني دارم قومه.
पृष्ठ 17