المسألة السابعة: ما بال الرجال إذا خصوا لم تنبت لهم لحية وعدموا الشعر فى أبدانهم؟ — فنقول: إن الحرارة قد تجتمع عند العانة لمكان أعضاء المنى. وأيضا لأن هذا الموضع قوى وأيضا حدة البول وحرافته تلهب هذه المواضع. وأيضا هذا الموضع أعنى العانة قد تدبره الأعضاء، كالشىء المدبر، أعنى الفخذ وغير ذلك. ولهذه الخصال كلها اجتمعت الحرارة فى هذا الموضع. ولأن الأعضاء محيطة بما ضبطها وأمسكها، فلما اجتمعت فى هذا الموضع وضبطت أنبتت الشعر. فإذا أنعظت المذاكير تفرقت أعضاء المنى وتفرقت الحرارة لتفرقها وانقطعت مجارى المنى فيبرد هذا الموضع لهذه العلل لتفرق الحرارة وأنها عدمت المنى الذى كان يستحق هذا الموضع. فإذا عدمت الحرارة صارت كأبدان الصبيان لينة قليلة الشعر.
المسألة الثامنة: ما بال الشعر فى الحاجب والأشفار؟ — فنقول: إن الرطوبة التى فى الدماغ قد تنحدر إلى الحاجب والأشفار. وهذه المواضع، لأن موضعها موضع منعطف مجوف، تقبل الرطوبة؛ فحركة العين تسخن تلك الرطوبة بالحرارة المتولدة من حركة العين 〈ولذا〉 أنبت الشعر. ولذلك احتجنا إلى الأجفان والحاجب لنقى بهما العين من الآفات والعاهات 〈الناشئة〉 من الغبار أو القذر. كيف الحلاوة والحموضة والمرارة والحرافة ... ... ...
पृष्ठ 49