فقد قالوا: لا رجل عندك. وهذه الحركة حركة بناء، وهي موجودة مع عامل قد عمل ذلك فيه. فما تنكر مثل ذلك في ما لا ينصرف في حال الجر؟، قيل: إنَّ العامل هنا لم يعلم حركة بناء، وإنما نصب الإسم نصبًا صحيحًا. ألا ترى: أنَّ سيبويه قد قال: أن (لا) تنصب ما بعدها كنصب (أن) لما بعدها. وبذلك على أنها نصبت الإسم.
إنّ الإسم المنفيَّ بها إذا كان مطولًا، أو مضافًا؟ ظهرت فيه فتحة النصب، كقولك: لا خيرًا من زيد. ولا أمرًا يوم الجمعة لك، فنصبها للمفرد على حد نصبها لهذا المطور. والموجب للبناء فيه غير الموجب للإعراب، وهو جعلهم الإسم مع (لا) كالشيء، الواحد. فهذا الذي هو المعنى الواجب للبناء. وإذا جعلت كلمتان كلمة واحدة، فهم مما يبنونهما على الفتح وذلك كضمهم الإسم إلى الإسم في الموضع الذي يدخلهما مع الحرف وكضم /١٠ ب الصوت إلى الإسم، أو الفعل إلى الإسم في قول النحويين، والحرف إلى الفعل، والحرف إلى الإسم، والصوت إلى الصوت، فهذه الأنواع مع إختلافها يغلب عليها البناء، فلما بنى إذا ضم الصوت كذلك، بنى إذا ضمّ إليه الحرف في هذا الباب فهذا هو المعنى الموجب للبناء. ألا ترى أن حركة البناء حدثت بعامل. إلا أنَّ حركة البناء في هذا المبني هي الحركة التي كانت تكون للإعراب في هذا المبنى قبل حاله المفضية به إلى البناء. ونظيره في هذا المعنى (قوله):
يا بان أم. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
1 / 116