هذا باب معرفة ما كان شاذًا من كلامهم
أعلم أنَّ الشاذ في العربية على ثلاثة أضرب:
شاذ عن الاستعمال مطرد في القياس.
ومطرد في الاستعمال شاذ عن القياس.
وشاذ عنهما.
وهذا قول أبي بكر ﵀.
فأما الشاذ عن الاستعمال المطردّ في القياس، فكما في (يدع) و(يذر)، فماضي هذا لا يمنع منه القياس. ألا ترى أنه لا تجد في كلامهم مضارعًا لا يستعمل فيه الماضي، سوى هذا، فلهذا شذَّ عن قياس نظائره، فصار قول الذي يقول: (ودع) شاذًا عن الاستعمال. وقد حكى أبو العباس أنَّ بعضهم قرأ " ... ما ودعك - ربك - وما قلا". ومثل هذا لا تستحب قراءته للشذوذ، ولرفضهم ذلك وإستغنائهم عنه بتركه. وكما رفض مثال الماضي منه، فكذلك رفض المصدر. وإسم الفاعل. فإنَّ بعض البغداديين (أنشد).
1 / 76