मसाबिह सातिका
المصابيح الساطعة الأنوار
शैलियों
وقد قال موسى نبي الله على محمد وعلى موسى السلام : ((رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني)) [الأعراف:143] فأبدى ربنا تبارك وتقدس بعض آياته فتقطع الجبل وصار رميما ، وخر موسى صعقا، يعني ميتا فتاب وأحياه الله ومنه : ((سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين)) [الأعراف:146] بأنك لاترى وإنما يعني أول المؤمنين من أمته ، وقد سأل قوم موسى فقالوا: ((أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة)) [النساء:153] ومن سأله أو ظنه ظنا فخرج من الدنيا على ذلك فقد بريء من دين الله، إن الله تبارك وتعالى وتقدس لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ، ولا ينبغي أن تنقطع مدحته ، وكذلك لا تأخذه سنة ولا نوم ، وكذلك قال: ((وهو يطعم ولا يطعم)) [الأنعام:14] وكذلك قال: ((ما اتخذ صاحبة ولا ولدا)) [الجن:3] وقال: ((وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل)) [الإسراء:111] مع ما ذكر من مدحته ولا يسع أحدا أن يشك في مدحته في الدنيا والآخرة .
पृष्ठ 97