270

ثم ذكر الفجار من أهل التطفيف والإخسار فأخبر أن كتابهم في سجين، والسجين والله أعلم : مشتق من السجن، والسجن: هو الحبس والإسار في أليم العقاب والنار، فكتابهم في ذلك وحكم الله بجزائهم الذي هو ما كتبه الله عليهم بسيئاتهم، فهو في سجين، ومصيرهم فإلى عذاب مهين، وكتابهم والله أعلم_ (المرقوم) هو ما عند الله وفي علمه من حفظ كل ذي ذنب صغير أو كبير ثابت معلوم.

ثم أعلم سبحانه في هذا القصص والنسق أن الويل للمكذبين وهم التاركون لإيفاء الحق، وأنهم لم يبخسوا ويطففوا إلا لشكهم وتكذيبهم بيوم الدين الذي فيه يجازون إذا أقيموا لرب العالمين وأوقفوا، وأن المكذبين بيوم الدين هم هؤلاء وأمثالهم من المتعذبين الآثمين فقال : ((وما يكذب به إلا كل معتد أثيم (12) إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين (13))) استراحة من المكذبين إلى ما ليس لهم فيه راحة من الشك والتكذيب بيوم الدين، وغرورا منهم لأنفسهم بالنجاة من الجزاء والعذاب الأليم، وقولهم من تكذيبهم إذا تليت عليهم آيات ربهم: أساطير الأولين.

पृष्ठ 284