मसाबिह सातिका
المصابيح الساطعة الأنوار
शैलियों
ثم قال تبارك وتعالى للنفوس المطمئنة من أهل التقوى: ((فادخلي في عبادي (29) وادخلي جنتي (30))) ودخولهم في عباده فهو مصيرهم في الجنة إلي مقر أوليائه، ولحوقهم بمن عنده فيما أعد لهم من ثوابه، والحمد لله رب العالمين، ونسأل الله أن يجعلنا من أوليائه المؤمنين الذين يكونون في يوم الفزع الأكبر آمنين مطمئنين، وصلى الله على محمد النبي وعلى أهل بيته المتقين.
تفسير (هل أتاك حديث الغاشية)
بسم الله الرحمن الرحيم
((هل أتاك حديث الغاشية (1))) والغاشية: الساعة من يوم القيامة المنتظرة الجاثية التي تغشى الناس بغتة وهم عنها غافلون، ولا يعلم وقت مجيئها وغشيانها إلا الله رب العالمين.
وحديث الغاشية فيما ذكر الله من أمرها وإتيانها وخبرها وما يكون فيها من البعث والحساب وما أخبر به سبحانه من الثواب والعقاب، ومن حديث الغاشية ما ذكر الله في هذه السورة قال الله سبحانه وتعالى: ((وجوه يومئذ خاشعة (2) عاملة ناصبة (3))) وما أخبر فيها عن الوجوه الناعمة، والوجوه يومئذ الخاشعة: فهي الوجوه الذليلة بعصيانها الخاشعة.
والعاملة الناصبة: فهي التعبة المكروبة الدائبة التي قد أعملها كرب العذاب والنار وأتعبها، فهي مشغولة مفدوحة بعذابها دائبة، ألا تسمع كيف يقول سبحانه: ((تصلى نارا حامية (4))).
पृष्ठ 258