210

تفسير (ألم نشرح)

بسم الله الرحمن الرحيم

((ألم نشرح لك صدرك (1) ووضعنا عنك وزرك (2) الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك))

فقال: ((ألم نشرح لك صدرك)) فشرحه هو توسيعه لصدره صلى الله عليه وآله وسلم وفسحه، لما كان تضيق عنه كثير من الصدور، فما حمل من التبليغ والأمور، ومن شرح الله أيضا لصدره: تيسيره في الدين لأمره، وما أعطاه فيه من معونته ونصره ((ووضعنا عنك وزرك)) فوزره: هو ثقله ووقره، والوقر من كل شيء: فهو الحمل، والحمل من كل شيء: فهو الثقل، وإذا قيل لشيء: أوزره وزره فإنما يراد بذلك حمله وقره، وما حمل من الأثقال كلها والأمور فإنما يحمل منه الحاملون على الظهور، وكلما يعمله المرء من خيره وشره فإنما يحمله على ظهره كما قال سبحانه: ((قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون)) [الأنعام:31].

पृष्ठ 223