205

وتأويل رؤية الله: فهو علم الله بنهي من ينهى عبدا إذا صلى فما بالهم ينهون محمدا صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه عن الصلاة، وعما لم يزل يأمر به من التقوى أهل البر والرشد من الهدى مع علم من ينهى عن ذلك ويقينه بأن الله علم بنهيه عن ذلك وغيره، فلما أصر الناهي عن ذلك على ظلمه فيه وكفره مع ما أيقن به من علم الله بأمره فيه كله وأقر قال سبحانه: ((كلا لئن لم ينته)) عما هو فيه، وعما أصر من ظلمه عليه ((لنسفعا)) وتأويل ((لنسفعا)) فهو لنأخذن ((بالناصية)) والناصية: فهي مقدم الرأس العالية.

ثم قال سبحانه: ((ناصية كاذبة خاطئة)) إذ كانت عما لا يجوز النهي عنه عندها من الصلاة والتقوى لله ناهية، فكذبت قولها في ذلك بفعلها، وأخطأت بنهيها عنه فيه بجهلها، فهي كما قال الله سبحانه: ((كاذبة خاطئة)) وهي لله مخالفة في ذلك عاصية، يقول الله سبحانه فإذا أخذنا منه بالناصية ((فليدع)) إن استجيب له ((ناديه)) وناديه: فهو عشيرته وأولياءه وأنصاره وجلساءه الذين كانوا يجلسون في مقامه، واليه يجتمعون لمجالسته ونصرته لدينه ((سندع الزبانية)) والزبانية: فهم الملائكة المطهرة الزاكية التي يأمرها الله سبحانه بأمره، فتنفذ بكل ما أمرها الله به مطيعة لله غير عاصية، وآخذة لما أمرها الله سبحانه بأخذه غير وانية تأخذ بالغلظة والشدة كل نفس عاتية متمردة كما قال سبحانه: ((عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)) [التحريم:6].

पृष्ठ 218