मसाबिह सातिका
المصابيح الساطعة الأنوار
शैलियों
سبب انتشار علم الفقهاء
وأما غيرهم من الفقهاء فكانوا يلون الولايات العظيمة، فيكون ذلك سببا لظهور علمهم، ولي أبو يوسف القضاء وانتشر علم أبي حنيفة، ثم ولي محمد بن الحسن ([6]) وولي من أصحاب أبي حنيفة الحسن بن زياد وكذلك غيرهم وقد كان الأئمة من العلماء مثل أبي حنيفة والشافعي وغيرهما يميلون إلى أهل البيت عليهم السلام الميل العظيم، ويرون لهم التعظيم والتقديم إلا أنهم كانوا يخافون السلطان ويخشون سطوته فلم يكن السبب في خفاء علم أهل البيت عليهم السلام لقلة علمهم، ولقلة الأئمة فيهم، ولكن السبب ما ذكرناه، وهذا ظاهر مكشوف، ومن نظر في الأخبار والسير عرفه ضرورة.
معاوية والإسرار بالتسمية
قال الوالد العلامة شيخ العترة شمس الدين احمد بن صلاح الشرفي([7]) رحمة الله عليه في سيرته ما لفظه:
واعلم أن الجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم شعار أهل البيت عليهم السلام جميعا وشيعتهم، والإسرار بها هو شعار أعدائهم.
وكان معاوية يبالغ في نقض شعار أهل البيت عليهم السلام، ويأمر بالإسرار بها في الأقطار، وكان من ملك من أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم رضي الله عنهم يأمر بالجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم .
----
([6]) محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني بالولاء الحنفي ابوعبدالله [131 189] فقيه محدث ، ولد بواسط ونشأ بالكوفة ، وطلب الحديث ، وتفقه على أبي يوسف صاحب أبي حنيفة ، وقدم بغداد وولاه الرشيد توفي بالري ، وكان يقول : إذا أمنت من أعداء زيد بن علي على نفسي فأنا على مذهبه وإلا فأنا على مذهب أبي حنيفة ، انظر الشافي 1/236.
([7]) أحمد بن محمد بن صلاح بن محمد الشرفي المتوفى سنة 1055 ه أحد أعلام الفكر الإسلامي في اليمن عالم مجتهد مؤرخ من تلاميذ الإمام القاسم بن محمد عليه السلام ، ومن شيوخ أبنائه ، درس عليه الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم ، وأخواه الحسين وأحمد ، وشيخ الإسلام أحمد بن سعد الدين المسوري ، وأحمد بن محمد لقمان ، وله مؤلفات كثيرة منها : كتاب اللآلئ المضيئة في تاريخ أئمة الزيدية خ في ثلاثة مجلدات ، من أشمل التواريخ ، انظر عنه وعن مؤلفاته أعلام المؤلفين الزيدية ، وفهرست مؤلفاتهم .
पृष्ठ 163