حيوان، ونبات، وجماد، وكل هذه الثلاثة الأنواع: طبيعته الضعف والتحول، فالحيوان يتحول إلى جماد لا حياة به، ثم إلى تراب، وكذلك الجماد يتحول من حالة إلى حالة أخرى، فالحديد وهو أقوى الجمادات وأصلبها قد يحوله الصدأ إلى تراب، والحجار قد تحول إلى تراب وإلى نورة، والنبات كذلك، وتماما كما وصفه الله تعالى }ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما{ [الحديد/20].
ثانيا: الأنواع الثلاثة التي قدمنا ذكرهاكلها محدثة، أما النبات والحيوانات فبالمشاهدة والضرورة، وأما الجمادات فأثر التقدير فيها يدل على أن ثم مقدر قدرها، وجاعل جعلها على تلك الكيفيات والتشكيلات، وإذا كانت كذلك فهي محدثة لوجود دلائل الحدوث فيها.
هذا وبناءا على ما قدمنا فلا يجوز أن نشبه الله تعالى بشيء من المخلوقات، وذلك أنه لو أشبه شيئا منها لكان ضعيفا معرضا للتحول، ومعرضا للآفات والتبدد والزوال، ولكان محدثا، وقد ثبت أنه تعالى خالق الأجسام، وعليه فيلزم أن لا يكون جسما، ولأن الشيء لا يخلق مثله.
पृष्ठ 5