{ولا تزر وازرة وزر أخرى}
المعنى في ذلك: أن الله تعالى لا يعذب أحدا إلا بذنبه، ولا يعاقبه بذنب غيره، والدليل على ذلك من جهة العقل: أن عقاب من لا ذنب له ظلم، وكذلك عقابه بذنب غيره، والظلم قبيح، وهو تعالى لا يفعل القبيح كما تقدم، وقد قال تعالى: }إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما{ [النساء/40]، وقال: }وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين{ [الزخرف/76] وقال تعالى: }ولا تزر وازرة وزر أخرى{ [الأعراف/164]، إلى غير ذلك.
{لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}
من مقتضى العدل والحكمة أن الله تعالى لا يكلف أحدا إلا ما يطيق، وذلك أن تكليف ما لا يطاق قبيح، وهو تعالى لا يفعل القبيح كما قدمنا، وقد قال تعالى: }لا يكلف الله نفسا إلا وسعها{ [البقرة/286]، والوسع: دون الطاقة، وقال: }لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها{ [الطلاق/7]، وقال تعالى: }يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } [البقرة/185].
पृष्ठ 18