من أصل اللُّغَة مَا وضع لإِفَادَة معنى وَهَذَا لَا يَتَأَتَّى على مَذْهَب أَصْحَابك لِأَن الْكَلَام عِنْدهم مَا قَامَ بِذَات الْمُتَكَلّم وَكَانَت الْحُرُوف حكايات عَنهُ وَكَلَام الله تَعَالَى عنْدكُمْ لَيْسَ بِحرف وَلَا صَوت بل صفة وَاجِبَة لله تَعَالَى كالقادرية والعالمية وَأَن الَّذِي بَيْننَا لَيْسَ بِكَلَام الله على الْحَقِيقَة
فَانْظُر إِلَى جلافة شيخكم ابي الْحسن الْأَشْعَرِيّ وَكَيف استهواه الْجَهْل وأفرط بِهِ الْعَمى حَتَّى أنكر مَا هُوَ مَعْلُوم من دين الرَّسُول ﷺ ضَرُورَة وَحَيْثُ قَالَ الله ﵎ ﴿وَإِن أحد من الْمُشْركين استجارك فَأَجره حَتَّى يسمع كَلَام الله﴾ فوصف الله تَعَالَى أَن هَذِه الأحرف كَلَامه دون أَن يكون شَيْء آخر كَلَام لَهُ قلت هَكَذَا لفظ السَّائِل بِالرَّفْع وَصَوَابه كلَاما بِالنّصب ثمَّ قَالَ وَلم يُحَقّق مَا ذهب إِلَيْهِ من الْمَعْنى الْقَائِم بِالذَّاتِ فَبَاعَ الْيَقِين بِالشَّكِّ وَقد طوينا الكشح عَن كثير من الْمسَائِل الدِّينِيَّة خوف التَّطْوِيل حَتَّى يبين الأنصاف أَو القَوْل بِالْخِلَافِ فَالْوَاجِب على من قعد فِي دست الْعلمَاء وَلبس شعارهم المجاذبة لأهداب النّظر والمقارعة بأسلحة الأنظار كَمَا ذهب إِلَيْهِ السّلف من المشائخ الْمُعْتَزلَة ومشائخكم وَمن سَائِر الْفرق فأجب شافيا لَا زلت ورد مُسْتَوْرِد للأعلام قلت هَكَذَا لَفظه بِالرَّفْع وَصَوَابه وردا مستوردا بِالنّصب وَالصَّلَاة على سيد الْأَنَام مُحَمَّد وَآله الْكِرَام انْتهى السُّؤَال
قَالَ العَبْد الْفَقِير إِلَى لطف اللَّطِيف الْخَبِير عبد الله بن اِسْعَدْ اليافعي اليمني الشَّافِعِي نزيل حرم الله المشرف الْمُعظم وَحرم رَسُوله المحروس الْمُحْتَرَم
الْجَواب وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق إِن هَذَا السُّؤَال فِيهِ محاولة إِيهَام ظُهُور حجج الْمُعْتَزلَة علينا بإبداء
1 / 31