فقل لمن يدعي في العلم فلسفة
حفظت شيئا وغابت عنك أشياء
لا تحظر العفو إن كنت امرأ فطنا
فإنه حظر له بالدين إزراء
وقال قائلهم: إنه لا تقبل شهادة طلحة والزبير - رحمهما الله - في باقة بقل؛ لأنهما في زعمه قد خالفا عن أمر الله. ولم ينسوا إلا شيئا واحدا وهو أن الله عز وجل يقول في سورة النساء:
إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا .
ويقول في سورة الزمر:
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم .
فهؤلاء الوعيدية ييأسون ويوئسون الناس من عفو الله ورحمته ومغفرته إذا أذنبوا، على حين أن الله في هاتين الآيتين، وفي آيات أخرى من القرآن، يفتح لهم أبواب الأمل واسعة. وقد بينا فيما مضى من هذا الحديث أن الله عز وجل يوعد الناس إن اقترفوا الذنوب حتى يشرف بهم على اليأس، ثم يفتح لهم باب الأمل حتى يعصمهم من هذا اليأس، ويغريهم بالتوبة والإقلاع عن الذنوب، وما أكثر ما يقرن الله وعده بوعيده، كما قال في سورة الحجر:
نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم * وأن عذابي هو العذاب الأليم .
अज्ञात पृष्ठ