فخر صريعا لليدين وللفم
يذكرني حاميم والرمح غير شاجر
فهلا تلا حاميم قبل التقدم
على غير شيء غير أن ليس تابعا
عليا ومن لا يتبع الحق يندم
وصرع عبد الله بن الزبير فلم ينج إلا بعد مشقة وجهد، وكان المسلمون يقتتلون حول الجمل وعائشة تحمس أهل البصرة للقتال، حتى أشار علي بعقر الجمل، فلما عقر تفرق الناس وانهزم أهل البصرة ونقلت عائشة في هودجها لم يمسها أذى. وبعد أيام ردها علي مكرمة إلى المدينة فقرت في بيتها الذي ما كان لها أن تفارقه، بعد أن قال الله لنساء النبي في الآيتين الكريمتين من سورة الأحزاب:
وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا .
وأقام علي بالبصرة حتى ضبط أمرها، ثم عاد إلى الكوفة فأقام فيها وجعلها عاصمة للخلافة، وأكبر الظن أنه نقل عاصمة الخلافة إلى الكوفة ليعصم المدينة من أن تكون دار حرب، فهو قد كان يروي عن النبي
صلى الله عليه وسلم
أنه حرم المدينة كما حرم إبراهيم مكة، وأعلن أن من أحدث في المدينة حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا.
अज्ञात पृष्ठ