334

मरह लबीद

مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد

संपादक

محمد أمين الصناوي

प्रकाशक

دار الكتب العلمية - بيروت

संस्करण संख्या

الأولى - 1417 هـ

शैलियों

व्याख्या

رؤيته»

«1» فالتشبيه واقع في تشبيه الرؤية بالرؤية في الوضوح لا في تشبيه المرئي بالمرئي، واتفق الجمهور أنه صلى الله عليه وسلم قرأ قوله تعالى للذين أحسنوا الحسنى وزيادة

فقال: «الحسنى هي الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله» .

وروي أن الصحابة اختلفوا في أن النبي صلى الله عليه وسلم هل رأى الله تعالى ليلة المعراج أو لا، ولم يكفر بعضهم بعضا بهذا السبب وما نسبه إلى الضلالة وهذا يدل على أنهم كانوا مجمعين على أنه لا امتناع عقلا في رؤية الله تعالى. وقيل: المعنى لا تحيط به تعالى الأبصار في الدنيا ولا في الآخرة لعدم انحصاره وهو يدرك الأبصار أي والله تعالى مدرك لحقيقة الأبصار وهو اللطيف فيلطف عن أن تدركه الأبصار الخبير (103) أي العالم بكل لطيف فلا يلطف شيء عن إدراكه.

وقيل: إنه تعالى لطيف بعباده حيث يثني عليهم عند الطاعة ويأمرهم بالتوبة عند المعصية، ولا يقطع عنهم كثرة رحمته سواء كانوا مطيعين أو عصاة. وقيل: إنه تعالى لطيف بهم بحيث لا يأمرهم فوق طاقتهم وينعم عليهم بما هو فوق استحقاقهم قد جاءكم بصائر من ربكم أي جاءكم آيات القرآن كائنة من ربكم وسميت تلك الآيات بصائر لأنها أسباب لحصول الأنوار للقلوب.

وقوله تعالى: قد جاءكم الآية استئناف وارد على لسان النبي صلى الله عليه وسلم فمن أبصر فلنفسه أي فمن اهتدى بآيات القرآن فآمن فنفع إهدائه لنفسه ومن عمي فعليها أي ومن ضل عنها بأن كفر بها فمضرة ضلالته وكفره على نفسه وما أنا عليكم بحفيظ (104) أي لأعمالكم وإنما أنا منذر والله تعالى هو الذي يحفظ أعمالكم ويجازيكم عليها وكذلك نصرف الآيات أي مثل ذلك الإتيان البديع نأتي بالآيات متواترة حالا بعد حال لتلزمهم الحجة وليقولوا درست قرأه ابن كثير وأبو عمرو بالألف وفتح التاء. أي ليقول بعضهم ذاكرت يا محمد أهل الأخبار الماضية فيزداد كفرا على كفر وتثبيتا لبعضهم فيزداد إيمانا على إيمان. وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يظهر آيات القرآن نجما نجما، والكفار كانوا يقولون: إن محمدا يضم هذه الآيات بعضها إلى بعض يتفكر فيها ويصلحها آية فآية، ثم يظهرها ولو كان هذا بوحي نازل إليه من السماء فلم لم يأت بهذا القرآن دفعة واحدة. كما أن موسى عليه السلام أتى بالتوراة دفعة واحدة أي فإن تكرير هذه الآيات حالا بعد حال هي التي أوقعت الشك للقوم في أن محمدا صلى الله عليه وسلم إنما يأتي بهذا القرآن على سبيل المدارسة مع التفكر والمذاكرة مع أقوام آخرين.

وقرأ ابن عامر «درست» بفتح السين وسكون التاء أي هذه الأخبار التي تلوتها علينا قديمة قد انمحت وتكررت على الأسماع، كقولهم: أساطير الأولين. وقرأ الباقون «درست» بدون

पृष्ठ 339