महिला पुरुष का खिलौना नहीं है
المرأة ليست لعبة الرجل
शैलियों
وما دامت الفتاة لا تختلط بالمجتمع فإن مصادفة لقائها للشاب الموعود تبقى بعيدة، بل أحيانا مستحيلة؛ ولذلك شبابنا وفتياتنا تعساء قد حرموا الحب لأنهم حرموا الاختلاط.
وحين تعمل المرأة في المجتمع، موظفة بالحكومة، أو عاملة في المصنع، أو كاتبة أو بائعة في المتجر، أو حين تستقل وتدير حانوتا للبقالة أو الأقمشة أو نحو ذلك، عندئذ فقط تجد الفرصة للقاء الشاب الذي يحمل معه وعد السعادة الزوجية.
ثم هذا النشاط الاجتماعي الذي تقوم به المرأة في أوربا وأميركا وفي الأمم الناهضة مثل الصين والهند قد زاد مقدار الخدمة والإنتاج ليس في الكم وحده بل في الكيف أيضا. ذلك أن السيدة التي تؤدي واجب القضاء في المحكمة تكسب العدالة لونا آخر غير اللون الذي يكسبها إياه الرجل؛ إذ هي تنظر برحمة جديدة لم يكن يعرفها الرجل. والرحمة هي عدالة العدل. فإن قضايا الزواج والطلاق، ومشكلات الصبيان والنفقة للأطفال، ورعاية الأبناء القاصرين، كل هذا تفهمه المرأة فهما آخر غير ما يفهم الرجل؛ ولذلك نحن ننتفع بوجودها على منصة القضاء، ننتفع في الفهم والعدل؛ ذلك لأن فهم الرجل لهذه الشئون هو فهم متحيز. وكذلك فهم المرأة لها هو فهم متحيز، وإنما نجد العدل الصادق عندما نجمع بين الفهمين.
لقد كانت المرأة المصرية غائبة عن مؤتمر باندونج، فإن جميع المندوبين من كبار الساسة ورؤساء الدول ووزرائها كانوا قد اصطحبوا معهم فتيات عضوات أو سكرتيرات، إلا مصر!
لقد كان مؤتمر باندونج خطوة نحو الأمام في مكافحة الاستعمار، والتفاهم بين أمم آسيا وأفريقيا التي سرقها الاستعمار وأذلها وحرمها التعليم والثراء والصناعة والصحة. وكان حضور المرأة فيه برهانا على أن هذه الأمم قد تحدت الاستعمار وألغت أساليبه.
نعم، أساليب الاستعمار في احتقار المرأة.
ألم نعرف في مصر أن الناظرة الإنكليزية لمدرسة السنية الابتدائية كانت تحتم على تلميذاتها اتخاذ البرقع في حين كان قاسم أمين يدعو إلى إلغائه؟
لماذا كان يفعل الاستعمار ذلك؟
لأنه كان يعرف، بل يوقن، بأن حجاب المرأة وانفصالها عن الرجل في مصر يمنع بلادنا من التقدم ويجعل مجتمعنا متأخرا.
ومع ذلك ذهبنا إلى باندونج دون أن نعلن تغيرنا، وأننا قد ارتفعنا بالمرأة المصرية إلى مستوى جديد من الحضارة والاجتماع.
अज्ञात पृष्ठ