महिला पुरुष का खिलौना नहीं है
المرأة ليست لعبة الرجل
शैलियों
وهذا خطأ عظيم؛ فإن الزمالة بين الرجل والمرأة في الوظيفة الحرة أو الوظيفة الحكومية هي تربية إنسانية جليلة لكل من الجنسين، إذ ليس هناك ما ينبه الذهن إلى الحقائق دون الخيالات سوى هذه الأنسة التي تنشأ من الحديث وتبادل المسئوليات بين شاب وفتاة في واجبات الخدمة للجمهور.
يجب أن يعرف الرجل المرأة، ويجب أن تعرف المرأة الرجل. وأي سبيل لهذه المعرفة سوى الاختلاط؟ هل يعرفانها من الكتب؟
إن الانفصال يجعل كلا من الشاب والفتاة يشطح في خيالات بعيدة عن الحقائق. فإذا تم زواج بعد انفصال طويل فإن الحقائق الجديدة قد يحطمها الخيال السابق فلا يصلح الزواج ولا يسعد.
وفن الحب يحتاج إلى أن تبقى صورة المرأة ماثلة في ذهن الرجل وصورة الرجل ماثلة في ذهن المرأة منذ المهد إلى اللحد، وأيما انفصال بينهما قد يحدث شذوذا، وقد لا يبرأ هذا الشذوذ طيلة العمر.
ولكن هناك ما هو دون الشذوذ مما يتعس الحياة الزوجية؛ فإن الانفصال بين الجنسين يجعلنا لا نفهم الطراز الذي نحبه من النساء أو الرجال؛ أي لا نعرف كيف نحب، وعندئذ نتزوج للزواج فقط وليس لما ننتظره في الزواج من سعادة وهناء. ثم تتكشف لنا الحقائق بعد الزواج حين نجد أننا تزوجنا فتاة (أو فتى) من طراز آخر غير ما كنا نحب أن نتزوج.
إن مجتمعنا الانفصالي قد حطم سعادتنا وأخر تربيتنا الإنسانية والاجتماعية. وما دامت الحكومة قد سلمت بتوظيف المرأة فإنها يجب أن تسلم بالاختلاط بين الجنسين في مكاتبهما حتى يكون هذا الاختلاط الذي تهذبه المسئوليات تمهيدا لإيجاد مجتمع مختلط مهذب.
لو أنني كنت ديكتاتورا لشرطت على كل فتاة ترشح للزواج أن تكون قد عملت وكسبت من عمل حر أو من وظيفة حكومية خمس سنوات على الأقل. بل أزيد على هذا أن هذه السنوات الخمس يجب أن تمضى سواء في مكتب أو متجر أو مصنع مع الرجال.
قد يعترض القارئ أو القارئة بأن الفتاة التي تعلمت في الجامعة قد حصلت من هذا التعليم بما يهيئها للزواج السعيد. ولكن هذا خطأ؛ لأن هذه الفتاة قد تعلمت من الكتب، وهي لن تتزوج كتابا إذ ستتزوج إنسانا، فيجب أن تعرف هذا الإنسان بالاختلاط الاجتماعي قبل الزواج. وأحسن أنواع هذا الاختلاط هو تلك الزمالة التي تجدها وقت عملها مع الرجال؛ إذ هي أشرف زمالة تنطوي على مسئوليات الخدمة والأمانة والشرف. وكما تتربى المرأة بهذه الزمالة كذلك يتربى الرجل.
إني كثيرا ما أجد البذاء والوقاحة والغثاثة في أولئك الشبان الذين لم يزاملوا الفتيات ولم يختلطوا بهن هذا الاختلاط الذي يربي في نفوسهم الضمير الاجتماعي، ويقسرهم على اتخاذ الكلمة المهذبة والسلوك المهذب في حديثهم.
ولنذكر كلمة عن «البيت» الذي لا يتعب الكارهون للتطور من القول بأنه غاية المرأة في الحياة. ذلك أن المرأة إنسان. وليس البيت أو الوظيفة، وليس العلم أو الأدب، وليست الأخلاق العالية، سوى وسيلة للحياة. ولذلك قد يجوز لنا أن نقول إن البيت للمرأة. ولكن لا يصح العكس.
अज्ञात पृष्ठ