288

وسبي عياله ، أنا ابن المذبوح بشط الفرات من غير ذحل ولا ترات ، أنا ابن من قتل صبرا ، وكفى بذلك فخرا.

أيها الناس ناشدتكم الله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه وأعطيتموه من أنفسكم العهود والميثاق والبيعة ، وقاتلتموه؟ فتبا لكم لما قدمتم لأنفسكم ، وسوأة لرأيكم ، بأية عين تنظرون إلى رسول الله؟ إذ يقول لكم : قتلتم عترتي ، وانتهكتم حرمتي ، فلستم من امتي».

فارتفعت الأصوات بالبكاء وقالوا : هلكتم وما تعلمون.

ثم قال (عليه السلام): «رحم الله امرءا قبل نصيحتي ، وحفظ وصيتي في الله وفي رسوله وأهل بيته ، فإن لنا في رسول الله اسوة حسنة».

فقالوا بأجمعهم : نحن يابن رسول الله سامعون مطيعون حافظون لذمامك ، غير زاهدين فيك ، ولا راغبين عنك ، فمرنا بأمرك يرحمك الله ، فإنا حرب لحربك ، وسلم لسلمك ، نبرأ ممن ظلمك وظلمنا.

فقال (عليه السلام): «هيهات هيهات أيها الغدرة المكرة ، حيل بينكم وبين شهوات أنفسكم ، أتريدون أن تأتوا إلي كما أتيتم إلى أبي من قبل؟ كلا ورب الراقصات ، فإن الجرح لما يندمل ، قتل أبي بالأمس وأهل بيته ، ولم ينس ثكل رسول الله وثكل أبي وبني أبي ، إن وجده والله لبين لهاتي ومرارته بين حناجري وحلقي ، وغصته تجري في فراش صدري» (1)

مهلا بني حرب فما قد نالنا

فبعين جبار السما لم يكتم

पृष्ठ 317