146

الكلبي ، إذ أقبل أبو بكر ، فقال : يا رسول الله! ناولني أحد الصبيين اخفف عنك أو عن صاحبك ، وأنا أحفظه حتى اوديه إليك ، فقال له : «لا ، يا أبا بكر! دعهما ، فنعم الحاملان نحن ، ونعم الراكبان هما ، وأبوهما خير منهما».

فجاءا يحملانهما وأبو بكر معهما حتى أتوا بهما الى مسجد المدينة ، وأقبل بلال ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : «هلم ، يا بلال! وناد في الناس واجمعهم لي في المسجد». فلما اجتمعوا قام على قدميه ، وخطب الناس بخطبة أبلغ فيها ، حمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ومستحقه.

ثم قال : «يا معشر المسلمين! هل ادلكم على خير الناس جدا وجدة»؟ قالوا : بلى ، يا رسول الله! قال : «عليكم بالحسن والحسين ، فإن جدهما محمد ؛ وجدتهما خديجة بنت خويلد : سيدة نساء أهل الجنة ، وأول من سارعت الى تصديق ما أنزل الله على نبيه محمد ، وإلى الايمان بالله وبرسوله ، يا معشر المسلمين! هل ادلكم على خير الناس أبا واما»؟ قالوا : بلى ، يا رسول الله! قال : «عليكم بالحسن والحسين ، فإن أباهما علي بن أبي طالب : يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، وامهما فاطمة بنت رسول الله شرفها الله في سماواته وأرضه».

ثم قال : «يا معشر المسلمين! هل ادلكم على خير الناس خالا وخالة»؟ ، قالوا : بلى ، يا رسول الله! قال : «عليكم بالحسن والحسين ، فإن خالهما القاسم بن رسول الله ، وخالتهما زينب بنت رسول الله» ، ثم قال : «يا معشر المسلمين! هل ادلكم على خير الناس عما وعمة»؟ قالوا : بلى ، يا رسول الله! قال : «عليكم بالحسن والحسين ، فإن عمهما جعفر ذو الجناحين : الطيار مع الملائكة في الجنة ؛ وعمتهما أم هانئ بنت أبي طالب» ، ثم قال : «اللهم! إنك تعلم أن الحسن والحسين في الجنة ؛ وجدهما في الجنة ؛

पृष्ठ 167