بسم الله الرحمن الرحيم
قال سيدنا ومولانا قاضي القضاة شيخ مشايخ الإسلام ملك العلماء الأعلام عمدة المحققين زين الملة والدين أبو يحيى زكريا الأنصاري الشافعي متع الله بوجوده الأنام وحرسه بعينه التي لا تنام بجاه سيدنا محمد أشرف الأنام وآله وصحبه البررة الكرام بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على آلائه والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وأصفيائه وبعد فهذا مختصر المرشد في الوقف والابتداء ألفه العلامة أبو محمد الحسن بن علي بن سعيد العماني رحمه الله تعالى وقد التزم أن يورد فيه جميع ما أورد أهل هذا الفن وأنا أذكر مقصود ما فيه مع زيادة بيان محل النزول وزيادة أخرى غالبها عن أبي عمر وعثمان بن سعيد المقري (وسميته المقصد لتلخيص ما في المرشد) فأقول الوقف يطلق على معنيين أحدهما القطع الذي يسكت القارئ عنده وثانيهما المواضع التي نص عليها القراء فكل موضع منها يسمى وقفا وان لم يقف القارئ عنده ومعنى قولنا هذا وقف أي موضع يوقف عنده وليس المراد إن كل موضع من ذلك يجب الوقف عنده بل المراد أنه يصلح عنده ذلك وان كان في نفس القارئ طول ولو كان في وسع أحدنا أن يقرأ القرآن كله في نفس واحد ساغ له ذلك والقارئ كالمسافر والمقاطع التي ينتهي إليها القارئ كالمنازل التي ينزلها المسافر وهي مختلفة بالتام والحسن وغيرهما مما يأتي كاختلاف المنازل في الخصب ووجود الماء والكلأ وما يتظلل به من شجر ونحوه والناس مختلفون في الوقف فمنهم من جعله على مقاطع الأنفاس ومنهم من جعله على رؤوس الآي والاعدل انه قد يكون في أواسط الآي وان كان الأغلب في أواخرها وليس آخر كل آية قفا بل المعاني معتبرة والأنفاس تابعة لها والقارئ إذا بلغ الوقف وفي نفسه طول يبلغ الوقف الذي يليله فله مجاوزته إلى
1 / 4