بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
وَهُوَ حسبي وَنعم الْوَكِيل
قَالَ شَيخنَا الشَّيْخ الإِمَام الحبر الْهمام الْعَالم الْعَلامَة الْمُحَرر المدقق الفهامة قاضى الْقُضَاة شيخ الْإِسْلَام سيد الْعلمَاء والحكام ذُو الدّين المتين والورع وَالْيَقِين برهَان الدّين حجَّة المصنفين سيف المناظرين بَقِيَّة السّلف الْكِرَام الصَّالِحين أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُفْلِح المقدسى الْحَنْبَلِيّ أمتع الله الْإِسْلَام بِبَقَائِهِ وحرسه بملائكه أرضه وسمائه
أَحْمد الله على إحسانه وإفضاله حمدا كَمَا يَنْبَغِي لعز جَلَاله وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله لَا شريك لَهُ فِي أَفعاله وَأشْهد أَن سيدنَا مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله الذى من على الْعَالمين بإرساله صلى الله عَلَيْهِ وعَلى أَصْحَابه وَآله وَسلم وكرم وَشرف وَعظم وَبعد
فَهَذَا كتاب جمعته وَجَعَلته مُشْتَمِلًا على طَبَقَات أَصْحَاب الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل ﵁ وسميته ب الْمَقْصد الأرشد فِي ذكر أَصْحَاب أَحْمد ورتبته على حُرُوف المعجم ليسهل تنَاوله والكشف مِنْهُ وَالله الْمَسْئُول أَن ينفع بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة بمنه وَكَرمه
فنبدأ أَولا بِذكر الإِمَام أَحْمد فَنَقُول هُوَ
1 / 63
١ - أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل بن هِلَال بن أَسد بن إِدْرِيس ابْن عبد الله بن حَيَّان بن عبد الله بن أنس بن عون بن قاسط بن مَازِن ابْن ذهل بن شَيبَان بن ثَعْلَبَة بن عكابة بن صَعب بن على بن بكر بن وَائِل بن قاسط بن هنب بن أفْضى بن دعمى بن جديلة بن أَسد بن ربيعَة بن نزار بن معد بن عدنان
إِلَى هُنَا مُتَّفق عَلَيْهِ بَين المؤرخين وَفِيمَا فَوْقه خلاف وأشهره أَنه ابْن أد بن أدد بن الهميسع بن حمل بن النبيت بن قندار بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم صلوَات الله عَلَيْهِ وعَلى نَبينَا مُحَمَّد وَسَائِر النبين
وَهَذَا النّسَب فِيهِ منقبة حميمة ورتبة عَظِيمَة حَيْثُ يلتقى نسبه بِالنَّبِيِّ فِي نزار
فَإِنَّهُ كَانَ لَهُ أَرْبَعَة أَوْلَاد مِنْهُم نضر وَنَبِينَا من وَلَده
وَمِنْهُم ربيعَة وإمامنا أَحْمد من وَلَده وَهُوَ عَرَبِيّ صَحِيح النّسَب
قَالَ النَّبِي أحب الْعَرَب لثلاث
1 / 64
لِأَنِّي عَرَبِيّ وَالْقرَان عَرَبِيّ ولسان أهل الْجنَّة عَرَبِيّ ذكره ابْن الأنبارى فِي كتاب الْوَقْف والابتداء
وَقَالَ أَبُو بكر بن أبي دَاوُد كَانَ فِي ربيعَة رجلَانِ لم يكن فِي زمانهما مثلهمَا لم يكن فِي زمَان قَتَادَة مثل قَتَادَة وَلم يكن فِي زمَان أَحْمد بن حَنْبَل مثله
وَقَالَ الرّبيع بن سُلَيْمَان قَالَ لنا الشَّافِعِي رضى الله عَنهُ أَحْمد إِمَام فِي ثَمَان خِصَال إِمَام فِي الحَدِيث إِمَام فِي الْفِقْه إِمَام فِي اللُّغَة إِمَام فِي الْقُرْآن إِمَام فِي الْفقر إِمَام فِي الزّهْد إِمَام فِي الْوَرع إِمَام فِي السّنة
فلنتكلم على خصْلَة بعد خصْلَة أما الأولى فَهَذَا مِمَّا لَا خلاف فِيهِ قَالَ أَبُو عَاصِم النَّبِيل يَوْمًا من تَعدونَ فِي الحَدِيث بِبَغْدَاد فَقَالُوا يحيى ابْن معِين وَأحمد بن حَنْبَل وَأَبا خَيْثَمَة
فَقَالَ من تَعدونَ بِالْبَصْرَةِ فَقَالُوا على بن المدينى وَابْن الشادكونى
قَالَ من تَعدونَ بِالْكُوفَةِ قَالُوا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَابْن نمير
فَقَالَ أَبُو عَاصِم مَا أحد من هَؤُلَاءِ إِلَّا وَقد جَاءَنَا ورأيناه وَمَا رَأَيْت فِي الْقَوْم مثل ذَلِك الْفَتى أَحْمد ابْن حَنْبَل
وَقَالَ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام انْتهى الْعلم إِلَى أَرْبَعَة أَحْمد ابْن حَنْبَل وعَلى بن المدينى وَيحيى بن معِين وأبى بكر بن أبي شيبَة وَكَانَ أَحْمد أفقههم فِيهِ
وَدخل الشَّافِعِي يَوْمًا على أَحْمد بن حَنْبَل فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله كنت الْيَوْم مَعَ أهل الْعرَاق فِي مَسْأَلَة كَذَا وَلم يكن معى فِي ذَلِك حَدِيث عَن النَّبِي
فَدفع إِلَيْهِ أَحْمد ثَلَاثَة أَحَادِيث
فَقَالَ جَزَاك الله خيرا
وَقَالَ الشَّافِعِي يَوْمًا
1 / 65
لِأَحْمَد أَنْتُم أعلم بِالْحَدِيثِ وَالرِّجَال فَإِذا صَحَّ عنْدكُمْ الحَدِيث فاعلمونا بِهِ كوفيا كَانَ أَو شاميا حَتَّى نَذْهَب إِلَيْهِ
وَقَالَ عبد الْوَهَّاب الْوراق مَا رَأَيْت مثل أَحْمد بن حَنْبَل
قَالُوا لَهُ وأى شَيْء بَان لَك من فَضله وَعلمه قَالَ رجل سُئِلَ عَن سِتِّينَ ألف مَسْأَلَة فَأجَاب فِيهَا ب حَدثنَا وَأخْبرنَا
وَقَالَ أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ كَانَ أَحْمد يحفظ ألف ألف حَدِيث
فَقيل لَهُ وَمَا يدْريك قَالَ ذاكرته فَأخذت عَلَيْهِ الْأَبْوَاب
وَأما الثَّانِيَة فالصدق فِيهَا لائح وَالْحق وَاضح إِذْ كَانَ أصل الْفِقْه الْكتاب وَالسّنة وأقوال الصَّحَابَة وَبعد هَذَا الْقيَاس والمتقدمون كَانُوا لَا يرَوْنَ وضع الْكتب وَإِنَّمَا يحفظون مَا ذكرنَا ويفتون بهَا فَمن نقل عَنْهُم الْعلم وَالْفِقْه كَانَ رِوَايَة يتلقاها عَنْهُم ودراية يتفهمها مِنْهُم فنقلة الْفِقْه عَنهُ أَعْيَان الْبلدَانِ وأئمة الْأَزْمَان قريب من مائَة وَعشْرين نفسا
قَالَ الْأَثْرَم قلت يَوْمًا وَنحن عِنْد أبي عبيد فِي مَسْأَلَة فَقَالَ بعض الْحَاضِرين هَذَا قَول من فَقلت من لَيْسَ فى شَرق وَلَا غرب أكبر مِنْهُ أَحْمد بن حَنْبَل
قَالَ أَبُو عبيد صدق
وَقَالَ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه سَمِعت يحيى بن آدم يَقُول أَحْمد بن حَنْبَل إمامنا
وَقَالَ أَبُو ثَوْر أَحْمد بن حَنْبَل أعلم من الثورى وأفقه
قلت وَيظْهر لَك ذَلِك بِأَنَّهُ فِي بعض الْمسَائِل ينْقل فِيهَا أقوالا كَثِيرَة وَأما الثَّالِثَة فَهُوَ كَمَا قَالَ نقل الْمروزِي كَانَ أَبُو عبد الله لَا يلحن فى
1 / 66
الْكَلَام وَلما نوظر بَين يَدي الْخَلِيفَة كَانَ يَقُول كَيفَ أَقُول مَا لم يقل وَقَالَ أَحْمد كتب فى الْعَرَبيَّة أَكثر مِمَّا كتبت أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء
رَوَاهُ عَنهُ مُحَمَّد بن حبيب
وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد سَأَلت أبي عَن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن علية عَن أَيُّوب عَن أبي معشر قَالَ يكره التكفر فِي الصَّلَاة
قَالَ أَبى التكفر أَن يضع يَمِينه عِنْد صَدره فِي الصَّلَاة
وَأما الرَّابِعَة فَهُوَ وَاضح الْبَيَان لائح الْبُرْهَان قَالَ أَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى صنف أَحْمد فِي التَّفْسِير وَهُوَ مائَة ألف وَعِشْرُونَ ألفا يَعْنِي حَدِيثا والناسخ والمنسوخ والمقدم والمؤخر فِي كتاب الله تَعَالَى
وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد كَانَ أَبى يقْرَأ الْقُرْآن فِي كل أُسْبُوع ختمتين إِحْدَاهمَا لَيْلًا وَالْأُخْرَى نَهَارا وَقد ختم الْقُرْآن فِي لَيْلَة بِمَكَّة مُصَليا بِهِ
وَأما الْخَامِسَة فيا لَهَا خلة مَقْصُودَة وَحَالَة محمودة قَالَ تَعَالَى (أُولَئِكَ يجزون الغرفة بِمَا صَبَرُوا) قَالَ أَبُو جَعْفَر على الْفقر من الدُّنْيَا
وَقَالَ أَبُو بَرزَة الأسلمى قَالَ رَسُول الله (إِن فُقَرَاء الْمُسلمين ليدخلون الْجنَّة قبل أغنيائهم بِمِقْدَار أَرْبَعِينَ خَرِيفًا يتَمَنَّى أَغْنِيَاء الْمُسلمين يَوْم الْقِيَامَة أَنهم كَانُوا فِي الدُّنْيَا فُقَرَاء)
وَأما السَّادِسَة فَهِيَ ظَاهِرَة أَتَت الدُّنْيَا فأباها والرئاسة فنفاها عرضت عَلَيْهِ الْأَمْوَال وفوضت إِلَيْهِ الْأَحْوَال وَهُوَ يرد ذَلِك ويتعفف
1 / 67
وَيَقُول أَنا أفرح إِذا لم يكن عندى شىء وَيَقُول إِنَّمَا هُوَ طَعَام دون طَعَام ولباس دون لِبَاس وَإِنَّمَا هِيَ أَيَّام قَلَائِل
وَقَالَ إِسْحَاق بن هانىء بكرت يَوْمًا لأعارض أَحْمد بالزهد فبسطت لَهُ حَصِيرا ومخدة
فَنظر إِلَيْهِمَا وَقَالَ مَا هَذَا قلت لتجلس عَلَيْهِ
فَقَالَ إِن هَذَا لَا يحسن بالزهد فَرَفَعته وَجلسَ على الأَرْض
وَأما السَّابِعَة فَقَالَ أَبُو عبد الله السمسار كَانَت لأم عبد الله ابْن أَحْمد دَار مَعنا فِي الدَّرْب يَأْخُذ مِنْهَا أَحْمد درهما بِحَق مِيرَاثه فاحتاجت إِلَى نَفَقَة تصلحها فأصلحها ابْنه عبد الله
فَترك أَحْمد الدِّرْهَم الذى كَانَ يَأْخُذهُ وَقَالَ قد أفْسدهُ على وَنهى ولديه وَعَمه عَن أَخذ الْعَطاء من مَال الْخَلِيفَة فاعتذروا بِالْحَاجةِ
فهجرهم شهرا لأخذ الْعَطاء
وصف لَهُ دهن اللوز فِي مَرضه قَالَ حَنْبَل فَلَمَّا جئناه بِهِ أَبى أَن يذوقه
وَوصف لَهُ فِي علته قرعَة تشوى وَيُؤْخَذ مَاؤُهَا فَلَمَّا جَاءُوا بِالْقُرْعَةِ قَالَ بعض الْحَاضِرين اجْعَلُوهَا فِي تنور صَالح فَإِنَّهُم قد خبزوا
فَقَالَ بِيَدِهِ لَا وأبى أَن يُوَجه بهَا إِلَى منزل صَالح
قَالَ حَنْبَل وَمثل هَذَا كثير
وَقَالَ المروزى سَمِعت أَحْمد يَقُول الْخَوْف قد منعنى أكل الطَّعَام وَالشرَاب فَمَا اشتهيته
وَكَانَ أَحْمد بذرع دَاره الَّتِي يسكنهَا وَيخرج عَنْهَا الذى وَضعه عمر رضى الله عَنهُ على السوَاد
1 / 68
وَأما الثَّامِنَة فَلَا شكّ أَنه فِي السّنة الإِمَام الفاخر وَالْبَحْر الزاخر أوذى فِي الله فَصَبر ولكتابه نصر ولسنة نبيه انتصر أفْصح الله فِيهَا لِسَانه وأوضح بَيَانه
قَالَ تَعَالَى (وَأُخْرَى تحبونها نصر من الله وَفتح قريب وَبشر الْمُؤمنِينَ) قَالَ على بن المدينى أيد الله تَعَالَى هَذَا الدّين برجلَيْن لَا ثَالِث لَهما أَبُو بكر الصّديق يَوْم الرِّدَّة وَأحمد بن حَنْبَل يَوْم المحنة
وَقَالَ المزنى أَبُو بكر الصّديق يَوْم الرِّدَّة وَعمر يَوْم السَّقِيفَة وَعُثْمَان يَوْم الدَّار وعَلى يَوْم صفّين وَأحمد بن حَنْبَل يَوْم المحنة
وَقَالَ إِبْرَاهِيم الحربى سعيد بن الْمسيب فِي زَمَانه وسُفْيَان الثورى فِي زَمَانه وَأحمد بن حَنْبَل فِي زَمَانه
وَقَالَ عبد الْوَهَّاب الْوراق لما قَالَ النَّبِي (فَردُّوهُ إِلَى عالمه)
رددناه إِلَى أَحْمد بن حَنْبَل وَكَانَ أعلم أهل زَمَانه وَقيل لبشر بن الْحَارِث يَوْم ضرب أَحْمد قد وَجب عَلَيْك أَن تَتَكَلَّم فَقَالَ تُرِيدُونَ منى أَن أقوم مقَام الْأَنْبِيَاء لَيْسَ هَذَا عندى حفظ الله أَحْمد بن حَنْبَل من بَين يَدَيْهِ وَمن خَلفه ثمَّ قَالَ بعد مَا ضرب أَحْمد بن حَنْبَل من بَين يَدَيْهِ وَمن خَلفه ثمَّ قَالَ بعد مَا ضرب أَحْمد لقد أَدخل الْكِير فَخرج ذهبة حَمْرَاء
وَقَالَ الرّبيع بن سُلَيْمَان قَالَ الشَّافِعِي من أبْغض أَحْمد فَهُوَ كَافِر
فَقلت تطلق عَلَيْهِ اسْم الْكفْر فَقَالَ نعم من أبْغض أَحْمد بن حَنْبَل فقد عاند السّنة وَمن عاند السّنة قصد الصَّحَابَة وَمن قصد الصَّحَابَة أبْغض النبى وَمن أبْغض النَّبِي كفر بِاللَّه الْعَظِيم وَقَالَ أَحْمد بن إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه سَمِعت أَبى يَقُول لَوْلَا أَحْمد بن
1 / 69
حَنْبَل وبذل نَفسه، لما بذلها لذهب الْإِسْلَام
وَقد صنف جمع فِي مناقبه كَابْن مندة والبيهقى وَشَيخ الْإِسْلَام الأنصارى وَابْن الجوزى وَابْن نَاصِر وشهرة إِمَامَته ومناقبه وسيادته وبراعته وزهادته كَالشَّمْسِ إِلَّا أَنَّهَا لَا تغرب
ولد بِبَغْدَاد بعد حمل أمه بمرو فى ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَة وَتوفى يَوْم الْجُمُعَة بِبَغْدَاد لنَحْو ساعتين من النَّهَار لاثنتى عشرَة لَيْلَة خلت من ربيع الأول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَله سبع وَسَبْعُونَ سنة
قَالَ المتَوَكل لمُحَمد بن طَاهِر طُوبَى لَك صليت على أَحْمد بن حَنْبَل
قَالَ عبد الْوَهَّاب الْوراق مَا بلغنَا أَنه كَانَ للْمُسلمين مجمع أَكثر مِنْهُم إِلَّا جَنَازَة فِي بنى إِسْرَائِيل
روى ابْن ثَابت الْخَطِيب بِإِسْنَادِهِ عَن الوركانى جَار أَحْمد بن حَنْبَل أسلم يَوْم مَاتَ أَحْمد عشرُون ألفا من الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوس فنسأل الله أَن يحشرنا مَعَه بمنه وَكَرمه
1 / 70
- حرف الْألف
-
٢ - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن كثير بن زيد بن أَفْلح العبدى
الْمَعْرُوف بالدورقى أَخُو يَعْقُوب كَانَ أَبوهُ ناسكا فِي زَمَانه وَمن كَانَ تنسك فى ذَلِك الزَّمَان سمى دورقيا
وَقيل كَانَ النَّاس ينسبون الدورقيين إِلَى لباسهم القلانس الطوَال الَّتِى تسمى الدورقية
سمع إِسْمَاعِيل بن علية وهشيما وَغَيرهمَا وَحدث عَن إمامنا بأَشْيَاء مِنْهَا مَا رَوَاهُ أَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى حَدثنَا أَبُو دَاوُد حَدثنَا أَحْمد بن إِبْرَاهِيم قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل عَن هَؤُلَاءِ الَّذين يَقُولُونَ ألفاظنا بِالْقُرْآنِ مخلوقة
قَالَ هَذَا شَرّ من قَول الْجَهْمِية وَمن زعم هَذَا فقد زعم أَن جِبْرِيل جَاءَ بمخلوق وَأَن النَّبِي تكلم بمخلوق
مَاتَ يَوْم السبت لتسْع بَقينَ من شعْبَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ
1 / 71
٣ - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الكوفى
ناقل الرِّوَايَة الغريبة عَن أَحْمد لَهُ أَن يَدْعُو فِي صلَاته بِمَا شَاءَ قَالَ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل إِن دَعَا فِي صلَاته بحوائجه أَرْجُو
وَهَذَا مَحْمُول على مَا إِذا دَعَا بمصالح دينه يُوضحهُ مَا نَقله حَنْبَل أَن لَا يكون من دُعَائِهِ رَغْبَة فِي الدُّنْيَا
وَقَالَ من رِوَايَة الْحسن بن مُحَمَّد يَدْعُو بِمَا قد جَاءَ وَلَا يَقُول اللَّهُمَّ أعطنى كَذَا
٤ - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم أَبُو طَاهِر الْقطَّان الإِمَام الْفَقِيه صَاحب التَّعْلِيق وَكَانَ أصوليا فرضيا وَهُوَ من أَصْحَاب ابْن حَامِد
توفى سنة أَربع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة
1 / 72
٥ - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن مَسْعُود الواسطى الزَّاهِد الْقدْوَة الْعَارِف عماد الدّين
ألهمه الله من صغره طلب الْحق ومحبته والنفور عَن الْبدع وَأَهْلهَا وَكَانَ شافعيا فَلَمَّا قدم الشَّام وَرَأى الشَّيْخ تقى الدّين ابْن تَيْمِية فَأمره بمطالعة السِّيرَة النَّبَوِيَّة
فَأقبل على سيرة ابْن إِسْحَاق فلخصها وَأَقْبل على مطالعة كتب الحَدِيث وَالسّنة وتخلى من جَمِيع طرائقه واقتفى آثَار سيدنَا رَسُول الله وهديه وطرائفه المأثورة عَنهُ واعتنى بِأَمْر السّنة أصولا وفروعا وَشرع فِي الرَّد على طوائف المبتدعة وانتقل إِلَى مَذْهَب الإِمَام أَحْمد
وَكَانَ يقْرَأ فِي الكافى على الشَّيْخ مجد الدّين الْحَرَّانِي وَاخْتَصَرَهُ فِي مجلدة
وَكَانَ الشَّيْخ تقى الدّين يعظمه وَيَقُول هُوَ جُنَيْد وقته
ألف تآليف كَثِيرَة وَكتب عَنهُ البرزالى والذهبى توفى آخر يَوْم السبت سادس عشرى ربيع الآخر سنة إِحْدَى عشرَة وَسَبْعمائة بالمارستان الصَّغِير وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الأموى وَدفن بقاسيون قبالة زَاوِيَة السيوفى
1 / 73
٦ - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الكردى الشيح الإِمَام شهَاب الدّين
سمع من على بن أبي بكر بن يُوسُف الحرانى وَغَيره
وَذكره الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجر فِي مُعْجَمه وَقَالَ لَقيته بالصالحية فَقَرَأت عَلَيْهِ كتاب صفة أهل الْجنَّة لأبى نعيم بِسَمَاعِهِ من شَيْخه الْمَذْكُور عَن ابْن البخارى بِسَنَدِهِ
مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة
٧ - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد بن على بن سرُور الشَّيْخ الْهمام عماد الدّين بن الشَّيْخ الْعِمَاد المقدسى الصالحى
سمع من أَبى الْقَاسِم ابْن الحرستانى وَابْن ملاعب وَأَبِيهِ وَالشَّيْخ موفق الدّين
ثمَّ رَحل إِلَى بَغْدَاد متفرجا وَله حَظّ من صَلَاة وَصِيَام وَذكر
سمع مِنْهُ المزى والبرزالى وَأقَام مُدَّة بزاوية لَهُ بسفح قاسيون عِنْد كَهْف جِبْرِيل وكف بَصَره
توفى وَدفن يَوْم عَرَفَة عِنْد قبر وَالِده سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة
1 / 74
٨ - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم العسقلانى الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم المتفنن
دأب فِي الصغر وَحصل أنواعا من الْعُلُوم ثمَّ ولى قَضَاء الديار المصرية بعد وَفَاة قاضى الْقُضَاة بدر الدّين البغدادى فباشره بعفة وصيانة وَحُرْمَة مَعَ لين جَانب وتواضع
وَكتب كثيرا فِي عُلُوم شَتَّى وَلَكِن لم ينْتَفع بِمَا كتبه لإهماله لذَلِك
درس وَأفْتى وناظر وَكَانَ مرجع الْحَنَابِلَة فِي الديار المصرية وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن توفى سنة سِتّ وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَاسْتقر كَاتبه عوضا عَنهُ فى قَضَاء الْحَنَابِلَة بالديار المصرية
1 / 75
وَطلب إِلَيْهَا بِمُقْتَضى مرسوم شرِيف فَلم بِقدر ذَلِك لعائق صدنى عَنهُ وَالله كَاف
٩ - أَحْمد بن أَحْمد بن كرم بن غَالب البندنيجى ثمَّ البغدادى الْحَافِظ الْعدْل
قَرَأَ الْقُرْآن وقرأه بالروايات على أَبى الْحسن البطائحى وَسمع الحَدِيث الْكثير على جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْوَقْت وَالشَّيْخ عبد الْقَادِر الجيلى وعنى بِهَذَا الشَّأْن وَكتب بِخَطِّهِ وَوَصفه جمَاعَة ب الْحَافِظ مِنْهُم المنذرى
وَقد شهد عِنْد ابْن الدامغانى ثمَّ عزل عَن الشَّهَادَة لأمر ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا بِسَبَب
مَاتَ فِي رَابِع عشر رَمَضَان سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة وَدفن بمقبرة بَاب حَرْب
١٠ - أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن قدامَة المقدسى
1 / 76
الْفَقِيه الزَّاهِد الفرضى شرف الدّين
سمع من الشَّيْخ موفق الدّين والبهاء عبد الرَّحْمَن وَغَيرهمَا وَحضر على مُوسَى بن عبد الْقَادِر وإجازه ابْن الحرستانى
سمع مِنْهُ ابْن الخباز والمزى وَابْن مُسلم والبرزالى وَطَائِفَة
وَكَانَ مِمَّن جمع بَين الْعلم وَالْعَمَل وتفقه على التقى بن الْعِزّ وَكَانَ شَيخا صَالحا زاهدا ذَا عفة وقناعة باليسير وَله معرفَة بالجبر والمقابلة والفرائض وَله حَلقَة بالجامع المظفرى مَاتَ لَيْلَة الثُّلَاثَاء خَامِس الْمحرم سنة سبع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن عِنْد جده الشَّيْخ موفق الدّين بالروضة
١١ - أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عمر بن الشَّيْخ أَبى عمر بن قدامَة الشَّيْخ الْأَصِيل الْمسند نجم الدّين
حضر عنعنة الشَّيْخ شمس الدّين عبد الرَّحْمَن بن أَبى عمر
روى عَن ابْن البخارى والتقى الواسطى وأبى الْفضل ابْن عَسَاكِر وَغَيرهم
وَحدث وَعمر وَتفرد
قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى سمعنَا
1 / 77
مِنْهُ مسموعه من مشيخة ابْن البخارى وأمالى ابْن سمعون
توفى لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة جده
١٢ - أَحْمد بن أكمل بن أَحْمد بن مَسْعُود بن عبد الْوَاحِد الهاشمى العباسى البغدادى الْخَطِيب
سمع من أَبى الْفَتْح بن شاتيل وَغَيره وتفقه فِي الْمَذْهَب وَكَانَ لَهُ فضل وتمييز
مَاتَ فِي ثامن ربيع الأول سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَدفن عِنْد أَبِيه بمقبرة الإِمَام أَحْمد
رضى الله عَنهُ
١٣ - أَحْمد بن أَبى بكر بن أَحْمد بن عبد الحميد بن
1 / 78
عبد الهادى بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن قدامَة الشَّيْخ الإِمَام الْفَقِيه الْمُفْتى شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْمَعْرُوف ب ابْن الْعِزّ
سمع من عِيسَى الْمطعم وَابْن عبد الدايم والحجار وَأكْثر عَن القاضى تقى الدّين سُلَيْمَان وَيحيى ابْن سعد
وَحدث عَن الْعِمَاد وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ وَعَن القاضى بِالسَّمَاعِ
قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى وَكَانَ لَهُ اشْتِغَال فِي الْفِقْه وَأذن لَهُ بالفتوى وَكَانَ شَيخا طوَالًا عَلَيْهِ أبهة أقعد فِي آخر عمره
وَذكره الْحَافِظ بن حجر فِي مُعْجَمه وَقَالَ سمع جُزْء الْحسن ابْن عَرَفَة على نَحْو من ثَمَانِينَ شَيخا وجزء ابْن الْفُرَات على نَحْو خمسين شَيخا
توفى لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ الْعشْرين من ربيع الأول سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة الشَّيْخ موفق الدّين وَقد أكمل إِحْدَى وَتِسْعين سنة إِلَّا خَمْسَة أَيَّام
١٤ - أَحْمد بن أَبى بدر الْمُنْذر بن بدر بن النَّضر أَبُو بكر المغازلى الشَّيْخ الإِمَام البغدادى
كَانَ يعد من الْأَوْلِيَاء لقبه
1 / 79
بدر وَهُوَ الْغَالِب
ذكره الْخلال وَقَالَ كَانَ أَبُو عبد الله يُكرمهُ ويقدمه وَعِنْده عَن أَبى عبد الله جزءان سمعتهما مِنْهُ وَسمعت مِنْهُ أَيْضا حَدِيثا وَكنت إِذا رَأَيْت مَنْزِلَته شهِدت لَهُ بالصلاح وَالصَّبْر على الْفقر وَكَانَ الإِمَام يتعجب مِنْهُ وَيَقُول من مثل بدر قد ملك لِسَانه
مَاتَ فِي سَابِع جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ
١٥ - أَحْمد بن أَبى بكر بن أَحْمد بن على بن إِسْمَاعِيل الْمَعْرُوف ب ابْن الرسام الشَّيْخ الإِمَام الْفَاضِل قاضى الْقُضَاة بحماة ثمَّ ولى قَضَاء حلب وَقدم الشَّام والقاهرة مرَارًا
سمع الصَّحِيح من شمس الدّين مُحَمَّد بن على الْمَعْرُوف ب ابْن اليونانية وَسمع أَيْضا من إِسْمَاعِيل ابْن بردس وَابْن الْمُحب وَسمع من العراقى والهيثمى المسلسل وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن الْمُحب وَابْن رَجَب وَكَانَ يعْمل المواعيد توفى بعد سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة
1 / 80
١٦ - أَحْمد بن أَبى بكر بن على الْمَعْرُوف ب بواب الكاملية الشَّيْخ الْعَالم الْقدْوَة
عَنى بِالْحَدِيثِ كثيرا وَسمع وَكَانَ يتغالى فِي حب الشَّيْخ تقى الدّين وَيَأْخُذ بأقواله وأفعاله
وَكتب بِخَطِّهِ تَارِيخ ابْن كثير وَزَاد فِيهِ أَشْيَاء حَسَنَة لَكِن رُبمَا ذكرهَا الْمُؤلف فِي مَوضِع آخر
وَكَانَ يؤم فِي مَسْجِد نَاصِر الدّين تجاه المدرسه الذى أنشأه نور من الدّين الشَّهِيد
وَكَانَ قَلِيل الِاجْتِمَاع بِالنَّاسِ وَعِنْده عبَادَة وتقشف وتقلل من الدُّنْيَا وَكَانَ شافعيا ثمَّ إِنَّه انْتقل إِلَى عِنْد جمَاعَة الْحَنَابِلَة وَأخذ بمذهبهم
توفى يَوْم السبت تَاسِع عشر صفر سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَقد قَارب الثَّمَانِينَ وَدفن بسفح قاسيون
١٧ - أَحْمد بن بشر بن سعد أَبُو أَيُّوب الطَّيَالِسِيّ
سمع يحيى بن معِين وَسليمَان بن أَيُّوب وإمامنا أَحْمد
وَذكره أَبُو بكر الْخلال
مَاتَ فِي شَوَّال سنة خمس وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ
1 / 81
١٨ - أَحْمد بن بشر بن سعيد الكندى البغدادى
قَالَ الْخلال حَدثنَا أَحْمد بن بشر قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل قلت رجل قَرَأَ الْقُرْآن وَحفظه وَهُوَ يكْتب الحَدِيث يخْتَلف إِلَى الْمَسْجِد يقْرَأ ويقرىء ويفوته الحَدِيث أَن يَطْلُبهُ وَإِن طلب الحَدِيث فَاتَهُ الْمَسْجِد وَإِن قصد الْمَسْجِد فَاتَهُ طلب الحَدِيث فبأى شىء تَأمره
فَقَالَ بذا وبذا
وَسُئِلَ أَحْمد إِذا كَانَ مَعَ الرجل مَال فَإِن تزوج لم يبْق مَعَه فضل يحجّ بِهِ وَإِن حج خشى على نَفسه
قَالَ أَحْمد إِذا لم يكن لَهُ صَبر على التَّزَوُّج تزوج وَترك الْحَج
١٩ - أَحْمد بن أَبى بكر
ذكره أَبُو بكر الْخلال فِيمَن صحب أَحْمد رضى الله عَنهُ
٢٠ - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَبى بكر بن مُحَمَّد بن زيد الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة النحوى الْمُفَسّر الْمُحدث اعتنى بِعلم
1 / 82