49

मकामात

مقامات القرني

शैलियों

لما قال يعقوب : لا تدخلوا من باب واحد ، لأنه خاف الحاسد ، فهو في مكان النعيم قاعد ، فإذا أقبلوا في حملة ، قتلهم جملة ، فعم على الحسود الأمر ، لتضع في عينيه الجمر .

الدنيا وجهها نحس ، يباع يوسف بثمن بخس ، وحزن يعقوب يكاد يذهب بالنفس ، والفراعنة بملكهم يفرحون ، وفي دنياهم يمرحون ، وفي نعيمهم يسرحون لكن انظر إلى العواقب ، عندما تكشف عن الأولياء النوائب ، وتزول عنهم المصائب . فإذا الفرحة الغامرة ، والحياة العامرة ، والنعيم في الآخرة .

أما الفجار ، فسحابة نهار ، وراحة حمار ، ثم نكال في أسوء دار .

هم يوسف همة ، فتذكر علو الهمة ، وإمامة الأمة ، ففر إلى الباب ، يطلب الطريق إلى الوهاب ، بعد ما هيئت له الأسباب ، لأن يوسف من سلالة الأطياب ، فتاب وأناب .

يوسف شاب ، من العزاب ، تعرضت له امرأة ذات منصب وجمال ، وحسن ودلال ، فغلقت الأبواب ، ورفلت في أبهى الثياب ، فتذكر يوم القيامة ، وساعة الندامة ، فقال : أواه معاذ الله ، فمنعه الله وكفاه ، وأنت تتعرض للنساء صباح مساء ، غرك الوجه المبرقع ، والحسن المرقع ، ولا تحذر وتتوقع .

هب أن نظرتك التي أرسلتها

نظر المهيمن فيك أسرع موقعا

عادت إليك مع الهوى بغزالي

فخف العظيم الواحد المتعالي

في قلب يوسف من الوحي نصوص ، وفي قلبك من المعصية لصوص ، في شرايين يوسف دماء الإمامة والدين ، وفي شرايينك شهوة الماء والطين .

يوسف تخرج من جامعة { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى } ، وأنت تخرجت من جامعة : يشكو العيون السود قلبي والهوى .

لشتان ما بين اليزيدين في الندى

يزيد بن عمرو والأغر بن حاتم

يوسف تربيته على شريعة ، وأخلاق رفيعة ، وبعضهم يربى على مجلات خليعة ، وآداب شنيعة .

पृष्ठ 43