101

मकामात

مقامات القرني

शैलियों

المقامة الأدبية

{ ألم ترى كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة

أصلها ثابت وفرعها في السماء }

أنظم الشعر ولازم مذهبي

فهو عنوان على الفضل وما

في اطراح الرفد فالدنيا أقل

أحسن الشعر إذا لم يبتذل

قال الراوي : سمرنا ليلة مع جماعة أبية ، لهم شوق إلى المقامات الأدبية ، والأشعار العربية ، فقالوا حدثنا عن الأدب ، فإنه ديوان العرب ، ومنتهى الأرب ، ونهاية الطلب .

قلنا : حبا وكرامة ، وتحية وسلامة ، فقد رضعت الآداب ، وجالست الأعراب ، وحفظت الشعر من عصر الشباب ، فالشعر عندي سمير ، وهو لنفسي روضة وغدير .

وحديثه السحر الحلال لو أنه

لم يجن قتل المسلم المتحرز

إن طال لم يمل وإن أوجزته

ود المحدث أنه لم يوجز

فقال أحد السمار ، من محبي الأشعار ، أفض علينا من القصائد الغراء ، التي قالها على البديهة الشعراء ، قلت : هذا فن طويل الذيل ، يأخذ في كل سبيل ، ولكن سوف أورد بعض الشواهد ، والشوارد ، والأوابد .

فهذا أبو جعفر المنصور تحدى الشعراء بقافية ، قال : من أجازها فله الجائزة وافية ، إذ يقول ، وفكره يجول :

وهاجرة وقفت بها قلوصي

يقطع حرها ظهر الغطايه

فقام الشعراء على ركبهم جاثين ، كلهم يريد الجائزة من أمير المؤمنين ، فقال بشار بن برد ، وكان سريع الرد :

وقفت بها القلوص فسال دمعي

على خدي واقصر واعظايه

فأخذ بردة أبي جعفر ، وكانت من خز أصفر .

وهذا أبو تمام ، وهو شاعر مقدام ، مدح المعتصم ، فما تعثر وما وهم ، يقول :

إقدام عمرو في سماحة حاتم

في حلم أحنف في ذكاء إياس

فقال الحارث الكندي ، ما لك قدر عندي ، أما تخاف ، تصف أمير المؤمنين بالأجلاف ، فانهد أبو تمام كالسيل معتذرا عما قيل :

لا تنكروا ضربي له من دونه

पृष्ठ 1