============================================================
كان من ذلك نفي [56] القدرة وظهور العحز، ونفي القدرة ونفي القادر تعطيله. وإن كانت الحال الثالثة، وهو اكتساب الزينة والجمال، وجب أن يكون الخالق1 ذا أعضاء كان فيه ضرب من العحز عظيم جدا، لأن من عحز أن يكون جميلا إلا بأعضائه وصورته أمكن تعطيل صورته وبطلان أعضائه. فإذا يجب من هذه الجهة أن يكون التشبية عطيلا مستورا، ولم يتفطن2 له المشبهة. تعالى الله عن كفرهم( علوا كبيرا)31 قل للمشبهة الكذابين: إن كان قدرة المبدع في كمالها بحالة تبدع هذه السماوات الرفيع بسقفها، ولا تحتاج إلى مادة منها ثبدعها، فما حاجته إلى أيد وأعين لابداعها؟ وفي الشاهد لاخراج المصنوعات من الصانعين بلا آلات شواهد كثيرة، بغير مادة يمتنع اختراغها. فما بال المبدع الحق، ثمحده بالأشرف الذي لا وحود له في الشاهد، ثم تنسب إليه آلات العجز والضعف لظهور المبدعات؟ هل بقدر متوهم أن يتوهم كيفية ابتداء هذا العالم، ومن أي نقطة حرى تكوينه، وإلى أي نقطة بلغت فهايته يتهيا له بالإحاطة على بدءه وفهايته، توهم يد المبدع التي ها صنع ما صنع؟ وإنما قيل: إن الله خالق* العالم دفعة واحدة بأمر واحد ليرفع ها توهم الآلات والأدوات. وإن كانت اليد والعين للمبدع سبحانه للزينة، فمن [57] قدر على إدراك هويته حتى احتاج الى تزينها بالآلات والجوارح؟ فسبحان الله عن كل قبيح { بكرة وأصيلا)!
وكما أن التشبيه تعطيل مستور عند البحث، فإن التعطيل أيضا تشبية مستور عند الفحص، لأن المعطلة إنما يستدلون على إنبات تعطيلهم بما غاب عن حواسهم مشاهدة 1 أن يكون الخالق: كما في ز، وفي هس: ان الخلق.
" كما في ز، وفي ه: تفطن.
سورة الاسراء 17: 43،4.
، في النسختين: ايدي.
ه ز: محلق.
اقتباس من القرآن الكريم، سورة الفرقان 25: 5؛ سورة الأحزاب 33: 42؛ سورة الفتح 48: 19 سورة الانسان 25:76.
पृष्ठ 90