============================================================
العقل المرسوم بالكمال. وجدته ينحو في واحديته1 هذا النحو في أنه يتجزا بالاحاطة بالمبزورات فيه، وتتضاعف بالنفي عن خالقه نفيا بعد نفيي وسلبا بعد سلب.53 فلما صعد2 عن العقل الأول من طريق النفي، وأثبت المبدع الحق، كانلت] واحديته خارجا عن الأعداد، إذ لا يتجزا بالتثنية بما خلقه وبرأه، ولا يتضاعف3 باستفادة صورة وأمثال.؛ فهو الواحد المبائن عن كل واحد عددي، طبيعي، وروحاني، الأحد الذي لا يدرك إلا بنفي ما تقع عليه الإشارة، وما سلب عنه الإشارة. فتبارك الله أحسن الخلقين)5 ومن توهم أن خالقه واحد، بمعنى أنه ليس باثنين، أو ليس بثلاثة وأربعة، فقد وقع في جهل عظيم وحيرة شديدة، لأته يؤدي توهمه إلى مشار يعده الواحد، ولا يعده سائر الأعداد، غير أن كل مشار يعده الواحد، وإن كان يعد نفسه. فإنه يعد أيضا سائر الأعداد التي تتلو الواحد. ومن المحال أن يكون البارئ، تقدس عن ذلك، يعد نفسه، أو عد غيرة، لأنه لما عد نفسه صار واحدا، ثبت نفسة. وكذلك إن عد غيره صار المعدود ضعفه، أو أضعافه. والله أجل من أن يكون شيئا ضعفه، أو أضعافة، لأنه إن كان شيء ضعفه أو أضعافه، كان هو إذا نصفه أو ثلثه أو ربعه - تعلى الله عما يشركون7 - بل الواجب على أهل الحق أن يضيفوا إليه الواحد، لا بمعنى أنه ليس بائنين، أو ثلاثة، أو أربعة، بل معناه أن الحال الذي يعرف به التوحيد حال واحد، لا ينصرف إلى غيره. وهي تفي ما يوحد في طرفي المخلوقين من البسيط والكثيف. فهو الواحد [54] هذا المعنى، لا بالمعنى الذي ليس هو اثنان وثلاثة وأربعة إلى سائر الأعداد.
اكما في ز، وفي ه: أحديته.
صمتناه وفي النسختين: صحدت.
3 كما في ز، وفي ه: يتضا.
، ز: ومثال.
سورة المؤمنون 14:23.
د كما في ز، وفي ه: يعبد.
سورة النمل 63:27.
पृष्ठ 87