============================================================
اليه.1 وكالأمر الذي هو علة جميع الأيسيات الموسوم[ة] بالليس. فإنه موجود في كل أيس، هذه السمة. وذلك أنه كان ليسا ثم صار أيسا.
رجعنا إلى الغرض المقصود من هذا2 الإقليد، فقول: لو كان البارئ تعالى كبرياؤه علة شيء مما برأه وخلقه، وكان برؤه وتخليقه أنه أبدع ما لم يكن، وما لا أصل له، ولا مادة، ولا صورة، ولا مشال. ولم يوجد في شيء ثما برأه هذه السمات والإضافات أن يكون في شيء منه تصوير إبداع ذرة، لا من أصل وعنصر وصورة. كان من ذلك تفي أن يكون شيء مما برأه معلوله،3 أو هو، تقدس عن ذلك، علة شيء مما برأه وأبدعسه. فاعرفه.
و لا يخلو أن يكون البارئ علة ما خلقه علة أزلية سرمدية، أو صار علة بعد أن لم يكن علة. فإن كان البارئ، جل ثناؤه وحاشاه من ذلك، علة خلقه علة أزلية سرمدية، كان الخلق معه أزليا سرمديا. وما كان الخلق معه أزليا سرمديا، ليس هو مبدعه، بل هو الموجود [35] معه. وإن صار الباري علة بعد أن لم يكن علة، لزمه به علة ثانية، من أخلها صار علة. وما سبقه العلة فهو معلول. فيصير على هذه المقدمة البارئ الذي جعلوه علة العلل معلولا لعلته الذي من أجله صار علة خلقه. وهو محال ظاهر وتناقض واضح وإنما حمل المعطلة4 من الفلاسفة بإطلاق اسم العلة على البارئ، تقدست عظمته، لأنهم أضمروا في أنفسهم أزلية العالم الطبيعي وسرمديته. وعلموا أن المتأزل امتسرمد مستغن عمن ييدعه ويبرأه، واستحيوا من أن ينكروا بالصانع على الإطلاق.
فطوا إنكارهم وستروه بإيقاع اسم العلة على المبدع الذي إن فتش عنه على مقدماتهم كان منه التعطيل الذي ليس وراءة شيء. والعجب من حماقة القوم، وسوءه 1 اليه: الضمير برجع إلى المعلول.
كما صحناه، وفي النسختين: هذه.
3 كما في ز، وفي ه: معا وله.
كما في ز، وفي ه: العطلة.
ه وسوء: كما في ز، وهو ساقط من ه
पृष्ठ 70