============================================================
الادراك، لأن إدراك النفي واضطراب السلب سابقان عليه. ولو كان للدرك نحوها قرار اثبانت، وللاثبات عندها سكون درك، لرجعت جبلة المخلوقين إلى جبلة واحدة، وارتفعت الحكمة، وبطلت المنفعة فيها. فلما أبقيت الجبلة في المخلوقين على التفاوت والتباين، معطية كل واحدة منها، ومن ذاتها ما هيأه الخالق - تعالى ذكره لها- علم أن الربوبية التي لبدعها قد سترئها ححب النفى عن الدرك والإحاطة. فقد صح أن الربوبية الحقيقية لمبدع. فاعرفه.
وانظر إلى البعوضة، هل يمكنك أن تفصل منها تربية الأمهات لها، كل واحد منها بكمية قسطها منها، أو للدوائر بكيفية صورتها منها، أو للنفس بتقسيم الحس لها، أو بالكشف عما في كل بعوضة من الأجزاء والصفات، أو للعقل إلى أن يضيف [27] بربوبيته إلى مبدعه، ومبدع من ذونه من جميع المخلوقين؟ والمبدغ الذي رباه، لا من شيء حين الإبداع، واقف على ما حصرثة هوية البعوضة من أخذ حظها من الأمهات والدوائر والنفس والعقل؟ فقد صح أن الربوبية الحقيقية للمبدع.
وإذا نظرت في كل شيء من المخلوقين، من أدناه إلى أقصاه، وجدتهم مقصورين حجبورين على تفي الربوبية عن ذاتهم، باذلين عن أنفسهم الإقرار بالربوبية لمن ليس للدرك نحوه سبيل، عارفين بأن ربوبيتهم ربوبية محاز، لأن المحتاج إلى التربية من غيره ليثبت انيته. كيف يتصور عنده، أم كيف يستقر عقله1 على آنه ربما يدبره2 ويربيه؟ فإذا هبطت الربوبية من الحقيقليلة إلى المجاز جاز أن يسمى العقل ربا، بمعنى أنه يربي التأيد .
يفيضه على من هو مبروز فيه لكل شيء منه على حسب ما يضاهيه ويشاكله. مما لو اخذنا في الشرح عن أقسام التأييد لخرج هذا الإقليد من معناه2 الذي قدرناه . ولعلنا نشرح عنسه في بعض كتبنا.
وجائر أن تسمى النفس ربا، بمعنى أنها ثربي التراكيب ليكون أفعالها مسخرة بأمر 1 عقله: كما في ز، وهو ساقط من ه كما في ز، زفي ه: پديره.
3 ز: عن مقداره.
पृष्ठ 63