279

============================================================

ومن الدلالة على ما حكمنا به أن الشريعة غير مكتفية بذاقها، وآنها موضوعة على علوم حقيقية عند البحث، اثفاق الجميع على أن موسى، عليه السلام، حم على قومه التصرف في يوم السبت والبيع فيه، وأمرهم بالراحة والدعة فيه. ولا شك آنه بشرهم برموز بمن1 يأي بعده، وهو المسيح، عليه السلام. ولم يخف عليه أنه يغير شريعته وناموسة، ويرخص لهم في البيع والشراء والتصوف يوم السبت، ويحظر عليهم بدل يوم السبت الأحد. فلو كانت الشريعة مستغنية عن العلوم المستورة فيها، ما كان للمسيح أن يبطل شريعته، ولا كان موسى يبشر بمن ينقض شريعته وينسخها. ولا جاز تبديل السبت بالأحد، لكن لما كان العلم والمعرفة لمن حعل موسى السبت دليلا عليه، هو العلم والمعرفة بمن جعل المسيح، عليه السلام، الأحد دليلا عليه، جاز نسخ السبت وتبديلسه منه إلى الأحد، إذ العلمان هما علم واحد ومعرفة واحدة. فقد صح أن الشريعة غير مكتفية بذاتها.

وليس في الشرائع شريعة هي أحسن صنعا،2 وأتقن رصا وترتيبا، من شريعة الإسلام. إذ صاحبها قد خص من بين الرسل بالبلوغ إلى {سدرة المنتهى)2 الي هي أقصى مراتب4 النفس للعلم. فصارت شريعته أتقن الشرائع وأحسنها، [231] إذ العلوم المستودعة فيها أزين العلوم وأشرفها وأدقها. ومن أجله من الله على أميه وضع الآصار والأغلال عنهم في قوله تعالى: {الذين يتبعون الرسول النبي الأمي) إلى قوله: (ويضع عنهم إصرهم والأغلل التي كانت عليهم).* وإثما تهيا له ذلك بلطافة علمه وشرف نبوءته، وتعذر على الرسل الماضية. ومنع الآصار والأغلال عن 1 ز: ممن.

ز: وضعا تلميح إلى الآيات: (ولقد رءاه تزلة أخرىا عند سذرة المنتهى عندها حمنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى).

سورة النجم 16-13:53 4 كما صححتاه. في ه: مراتع؟ ز: مواقع.

سورة الأعراف 7: 157.

ز: وضع.

पृष्ठ 279