============================================================
الصفوة من البشر إذا أفرغ ذهنه لاكتساب العلوم أدركها روحانية. فأحاط ها على كيفية معرفة المبدع والإبداع والمبدع على جميع ما يتلطخ بالخلقة من البدء إلى الانتهاء من جهة التخليق والتفطير، ومن جهة التأبيد والتوفيق. وذو الكدورة إذا عجز عن دركها روحانية، قدر على دركها جسمانية من جهتين: أحدهما من جهة الصناعات، والأخرى1 من جهة الأوضاع والنواميس. والعاكف على الأوضاع والشرائع ذون الوقوف على العلوم والحقائق أوضع قدرا من الحيوان، إذ ضيع نفسه وصورته التي للعلم أنشئت. فقد صع أن فضيلة البشر على الحيوان بالعلم، لا بالصورة فقط. فاعرفه.
وأيضا فلو كانت فضيلة البشر على الحيوان بالصورة الإنسانية دون العلم الذي يكتسبه، [211] كان واجبا من ذلك أن لا يكون بين الناس تفاضل، إذ تسوية الصورة بينهم غير مدفوعة. فلما وجدت الفضيلة في بعض الناس على سائرهم، وصورهم صورة واحدة، علم أن تلك الفضيلة التي ينالها بعض الناس إنما هي من جهة العلم الذي يكتسبه على آنه في الشخحص الواحد. هذا الاستدلال موجود، وذلك أن الشخص الواحد إذا كان في حد التعليم ذون معلمه في الفضل والشرف. فلما بلغ إلى حد استغنائه عن معلمه كانت فضيلة في تلك الحال2 أظهر من الحالة التي كان فيها يتعلم. ولا يشك أن صورته في الحالتين صورة واحدة. فلما كان بعض الناس أفضل من بعض، مع تسوية الصورة بينهم، وكان الشخص الواحد في بعض الأوقات أفضل منه في وقت آخر مع أن صورته في الحالتين صورة واحدة، علم أن الفضيلة لا ثنال بالصورة فقط، بل بالعلم الذي كسبه. فقد صح أن فضيلة البشر على الحيوان بالعلم، لا بالصورة فقط. فاعرفه.
وإذا نظرت في صورة الرسول وصورة المرسل" إليه في صورة الحاكم والمحكوم عليه، لم تحد فيه4 تفاوثا في الفكر المرسلة. ثم يكون فضيلة الرسل على المرسل إليه شيء 1 ز: والاخر.
، ز: الحالة.
* كما في ز، وفي ه: الرسل.
، ز: فيها.
पृष्ठ 260