206

============================================================

أظهر من صدقه. وإن حكمتم عليه بالعلم والمعرفة، فما ذلك العلم الذي وقفتم عليه، وحكمتم به؟ فإن كان ذلك العلم والحساب الذي يستخرج مقادير الحركات، فاحسبوا ليومكم هذا مقادير الحركات، ومواضع الكواكب من الفلك، واتصالاتها وانصرافاتها. ثم أرونا يوما من أيام العالم يكون حال الفلك، وأجرامه النيرة، ومواضعها منه، مثل يومكم هذا ليمضي الحكم به مثل حكمكم فيه، ولا سبيل إلى إيجاده.

وإن لم يكن لهذا العالم صانع حكيم، مدبردا الأشياء بمشيئته وإرادته، بل الأشياء مربوطة بحركات الفلك،1 يجور على بعض مواليده من غير ذنب سابق، وينعم على بعض مواليده بلا إحسان متقدم. ثم يكون البقاء لازمام بجوهره. لا يحصل من هذا القول إلا اليأس والقنوط، إذ الأشقياء وأهل المشيمة وزمنى4 وأهل البلايا يرجعون مرهونين بما مرت عليهم أيامهم.* والسعداء وأصحاب الدولة يرجعون مستعيدين لما سبقت به أيامهم، وبطل الإعذار والإنذار. وهب أنا نسلم للقوم بأن [161] للفلك عند مضي المدة التي وقتوها عودا إلى مثل ما هو مشاهد اليوم من الأسباب والأحوال، وكون أجرامها في مواضعها التي فيها اليوم. فلم وجب أنه يفعل1 في إخراج المواليد مثل ما فعله؟

فإن قال قائل: لأنه مطبوع على أن لا يكون من حركاته الأشياء واحدا، وصورة واحدة. قيل لهم: فمن طبعه على إمضاء أفعالسه الي لا خروج له عن شيء منها إلى خلافها، قادر على أن يطبعه على فعل خلاف الفعل الآخر، وأن لم يكن الفلك مطبوعا على أفعاله، بل باختياره يفعل أفعاله. فإن الأفعال الاختيارية مختلفة الصور والهيئة. ولو 1 ز: يدير.

، كما صححناه، وفي النسختين: فلك. وكان في ه قبل التصحيح: افلاك.

كما صححناه وفي ه: لازمام. ز: لازم.

، كما صححناه. ه: والمشاسم والزمنا. ز: واهل الياشم والزمنا.

ه أيامهم: زيادة في ز، وهو ناقص من ه وكما صححناه وفي النسختين: مشاهدا.

" ز: يفعل اليوم وما الذي. (من هنا سقطت الفقرات التالية من ز إلى بداية الإقليد التالي.)

पृष्ठ 206