============================================================
بالعلوم والحكم، وتتقوى1 على البقاء والتخليد أحرى وأولى. فاعرفة تقف عليه.
ومن جعل عقله معيارا لما يرد عليه من المشكلات، لم يشتبه عليه البعث أن يكون ذلك للروح، أو للبدن مع الروح. لأن العقل يحكم في هذه القضية بأن البعث، إن كانت القوة الي من أجلها يكون البعث، إنما هي من العالم الروحاني البسيط. فإن ذلك العالم وقواه لا يجاور المواليد الطبيعية في نشوئها وبلائها، وقد قدر الله تعالى دولابا، منه ثبلى وتنشأ. وإنما لها أن تحاور الأنفس الجزئيات" التي من جوهرها وطباعها. فيمكن أن يكون من قوى ذلك العالم بعث الأنفس دون الأبدان بغتة، بلا زمان. وإن كانت3 القوى4 التي من أجلها يكون البعث، إنما هي من العالم الطبيعي المركب، فيمكن أن يكون للأبدان من قواها بعث، لكن ذلك بالمكث والمدة من التناسل والجهات المهيأة لها كالوجود7 عيانا، وليست صفة البعث هكذا.
فإذا7 البعث من طريق العقل لا يخلو من أحد أمرين: إما أن يكون من القوى8 [142] الروحانية، فيكون ذلك للأرواح دون الأبدان، وأمكن أن يكون ذلك بغتة، بلا زمان. وإما أن يكون من القوى الطبيعية، فلا يمكن أن يكون بغتة، بلا زماني، بل كما هو موجود مشاهد من تصرف المولود في الطرق المقدرة له من الصلب والبطن وتربية. فإذا البعث للأرواح، لا للأبدان. فاعرفه.
ومن صفة البعث أن الخلائق كلهم، من أول البدء إلى آخرهم، يقع لهم بعث 1 ز: وتقوي.
2 ز: الجزريات.
3 كما في ز، وفي ه: كان.
، ز: القوة.
ه كما صححناه، وفي هست المهيات، وفي ز: المهيا.
دز: كالموجود.
كما في ز، وفي ه: فاذ.
ز: القوة.
ز: الطريق.
पृष्ठ 184