============================================================
الاقليد الثالث والعشرون في أن العلة إنما قيل لها علة من أجل معلولهلا انما استحق الشيء أن يسمى علة لوجود معلول له في إظهاره أثرا ما. لأن العلة الأولى1 التي هي الكلمة، إنما وقع2 عليها هذا الاسم من أجل المؤيسات التي قبلت أثرها حتى تأيست. ولو لم تتأيس المؤيسات لم تكن الكلمة علة،3 إذ هي، ما لم تتأيس المؤيسات، لا أيس. ولا أيس ذون أيس موجود يقبل أثر المسمى، لا أيس غير مستحق لأن يكون علة. إذ لو جاز أن يكون أيس ذون أيس موجود قابل لأثره علة، لكان الشيء علة [90] لذاته. إذ لا أيس ذون أيس موجود قابل لأثره، لا يتعدى ذاته.
ومما لا يتعدى ذاته هو ذائه. وإذا كان ذائسه، فلا يتعدى منه إلى غيره، واستحق أن يكون علة. كان إذا علة ذاته. وليس شيء ممكن أن يكون علة ذاته. فليس لا أيس ذون أيس موجود قابل لأثره مستحقة لأن يسمى علة. فقد صح أن العلة إنما قيل لها علة من أجل معلولها. فاعرفه، إن شاء الله تعالى.
ثم العقل الأول الذي هو أول معلول، إن عرى عن المبروزات فيه، فلأي شيء يكون علة، وليس مبروز فيه يقال له من أجله علة؟ إذ لو غرى العقل من جميع المبروزات ذهب تأييسه، واضمحل جوهره، وفنيت ذائه، حتى يكل الفهم عن التعلق كما صححناه. في ه: الاول. ز:[الأأولى.
كما في ز، وفي ه: اوقع.
، كما في ز، وفي ه: العلة كلمة.
124
पृष्ठ 124